حاولت وفشلت ! حاولت أن أتذكر اسم الفيلم الذي تناول بين أحداثه حلم اقتناء شراء سيارة.. لكني فشلت. كل ما أتذكره أن الفنان أحمد بدير جسد في الفيلم شخصية موظف شريف، تتلخص أحلامه في شراء سيارة، ترحمه من زحمة المواصلات، وبالفعل يبدأ في ادخار المبلغ المطلوب لشراء السيارة، وعندما يتحقق له المراد، ويظن أنه اقترب من محطة سيارته المفضلة، يصطدم بارتفاع سعرها، وتتعدد محاولاته ويتكرر نفس سيناريو.. فيلجأ في النهاية لشراء دراجة هوائية ! الفيلم بالطبع كوميدي، وحلم اقتناء سيارة والاصطدام بالارتفاع المستمر في سعرها، لم يكن الخط الدرامي الأساسي للفيلم، لكنه يعرض علي شاشة الواقع سؤالا قديما، جديدا: أما آن لنا وضع حلول اقتصادية تعالج مشكلة الارتفاع الجنوني وغير المبرر لأسعار السيارات، وأليس من مصلحة الجميع الاتفاق علي هامش ربح مناسب ينعش سوق السيارات وخاصة أن السيارات ذات المنشأ الأوروبي ستعفي نهائيا من الجمارك بداية يناير القادم ؟ يعني الجمارك براءة، والقيمة المضافة علي السيارات المستوردة لن تتعدي 14 %.. فهل نبدأ تحقيق حلم أي "بدير" مصري ؟!. محطة السلامة المشهد أنقله هذه المرة من اليابان: في الكادر يظهر رجال شرطة، بجوار شاحنة تقف علي جانبي طريق بالعاصمة طوكيو.. يقترب شرطيان من باب الشاحنة الخلفي في محاولة لفتحه.. بعد محاولات، ينجحان، لتسود لحظة صمت تغلفها دهشة قاتلة. مشهد داخلي: الكاميرا تأخذنا لداخل الشاحنة لنري جثث تسعة شبان بينهم 3 شابات تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما. مشهد »زووم» خارجي: يبدو في الكادر المتحدث باسم الشرطة، ومعه مذيعة إحدي المحطات الخاصة، لتسأله عن تفسيره لما حدث ؟ يرد بكلمات عابسة: يبدو أنه انتحار جماعي تم تنظيمه عبر الانترنت ! انتهي المشهد المؤلم الذي يعتبر عاديا في اليابان، إذ تشهد اليابان دعوات تحث علي الانتحار عبر الرسائل الإلكترونية، جاء في إحداها: إنني في ال »15» من العمر وفقدت كل رغبة في العيش، هل بوسع أحد أن يقترح وصفة جيدة لانتحر! وورد في إعلان صغير علي موقع متخصص آخر: أبحث عن شخص يرغب في أن ينتحر معي، إذا كنت جادا أبعث لي رسالة.التوقيع كينجي »35عاما» من أوساكا. المواقع الانتحارية، تنشر إعلانات مبوبة وحلولا ونصائح حول الانتحار، وكأنها تمهد طريق السعادة الأبدية. هذه هي اليابان، بمدنيتها، وإبهارها العالم، يشنق شبابها أنفسهم بأنفسهم، وهو مايحدث في كثير من دول العالم المتقدم التي تسجل ارتفاعا كبيرا في مستوي الدخل.. وكان السؤال: لماذا ينتحرون ؟ ولماذا ينام ذلك الرجل الذي يسكن أسفل سلم العمارة التي أسكنها قرير العين، وأراه كل يوم باشا راضيا، مع أن دخله يكفيه لقمة العيش هو وأسرته بالكاد ؟ الإجابة وجدتها في قوله سبحانه وتعالي »وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» فقد قال المفسرون: رحمة للمؤمن بالهداية، ورحمة للمنافق بالأمان من القتل، ورحمة للكافر بتأخير العذاب. أما أنا فأزيد: و»رحمة» للإنسان من نفسه، فمن قبل هذه الرحمة المهداه وآمن بهديها نجا ومن جحدها »انتحر». فرامل يد هو. يرسل لزوجته sms: غداً.. سأسافر إلي باريس بدونك! هي.. ترد برسالة مفخخة: سأقتلك إن فعلتها! هو.. مقتبسا جملة من المغفل »فيس»: الميت لا يموت إلا مرة واحدة، فكيف تقتلين من مات فيك عشقا؟! هي.. تقرأ الرسالة كل يوم منذ أن سافر زوجها وتخجل من نفسها، وارسلت له ألف اعتذار علي سوء ظنها. هو: يلهو في الريفيرا من أسبوعين مع شقراوات فرنسا.