العالم كله متضامن مع مصر الثورة وعاصمة السياحة التراثية وأقدم مركز للترويج لصناعة السياحة في كل الدنيا، وعندما يدور أي حديث عن السياحة صناعة الأمل فإنه لابد ان يأتي ذكر مصر كأعظم مقصد سياحي في العالم خاصة في مجال السياحة الثقافية والحضارية التي كانت محور كل الأنشطة السياحية قبل ان تظهر النوعيات الأخري في هذا المجال ومنذ حوالي ثلاثة عقود انضمت مصر إلي دول السياحة الترويحية من خلال استثمار ثرواتها الطبيعية من مناخ وشواطئ تمتد آلاف الكيلو مترات علي امتداد شواطئ اثنين من أقدم بحار العالم وهما البحران المتوسط والأحمر، ومن خلال هذا التميز في الامكانات التراثية الحضارية المرتبطة بالتاريخ الإنساني وبهذه المقومات الطبيعية احتلت مصر موقعا فريدا ومميزا في السياحة العالمية إلي جانب المرتبة الأولي في الشرق الأوسط وأفريقيا. لقد حظيت هذه المكانة المتميزة علي الخريطة السياحية العالمية دوما بالتقدير والدعوة للحفاظ عليها من جانب منطقة السياحة العالمية. تصاعدت قيمة هذه المكانة من خلال الترحيب العالمي بثورة الشعب المصري في 52 يناير وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد بحضور وزير السياحة منير فخري عبدالنور منذ ثلاثة شهور جاءت مبادرة سكرتير عام المنظمة طالب الرفاعي باختيار مصر للاحتفال بيوم السياحة العالمي لعام 1102 علي أرضها علي ان تكون مدينة اسوان احد مواقع السياحة التراثية والترويحية مكانا له بمشاركة شخصيات عالمية دولية ومصرية. كان الهدف من وراء هذه المبادرة اعلان التأييد والتعاطف الدولي مع مصر الثورة والوقوف إلي جانب السياحة المصرية لمواصلة مسيرتها رغم الظروف الصعبة التي فرضتها عليها الأحداث.
وفي يوم أمس الأول »الثلاثاء« شهدت مدينة أسوان عاصمة الجنوب المصري والتي حباها الله بالجمال الطبيعي والمقومات الأثرية والتراثية.. فاعليات هذه المظاهرة العالمية تعبيرا عن حب مصر وقد جري هذا الاحتفال علي أعلي مستوي يليق بمصر الدولة الرائدة في المجال السياحي حيث صحبه العديد من الأحداث السياحية التي تعكس أهمية منطقة أسوان للسياحة العالمية. كان من بين هذه الفاعليات احتفال كبير بالصوت والضوء في معبد فيلة علي ضفاف النيل العظيم وكذلك افتتاح المرسي الوحيد في كل منطقة الشرق الاوسط وأفريقيا لخدمات أصحاب الاحتياجات الخاصة الذين يحلمون بزيارة مصر من كل انحاء العالم والقيام برحلات نيلية لمشاهدة آثار مصر الرائعة علي متن بواخر سياحية مجهزة. هذا المشروع الفريد من نوعه والذي يدل علي إنسانية وحضارة مصر تم اقامته برأسمال خاص شركة »اماركو« علي أعلي مستوي من التجهيز. كما تم بهذه المناسبة افتتاح التجديدات وعمليات الترميم لواحد من أقدم فنادق العالم »فندق كتراكت اسوان« والذي استضاف العديد من الشخصيات العالمية المشاركة في احتفال المنظمة العالمية.
وفي كلمته في الاحتفال الذي كان في صورة تكريم عالمي لمصر السياحية بمناسبة يوم السياحة العالمي وتوزيع جائزة المنظمة العالمية للسياحة. نقل منير فخري عبدالنور وزير السياحة المصري إلي المشاركين ترحيب مصر حكومة وشعبا باختيارها لإقامة هذا الحدث العالمي، تحت شعار »السياحة تربط بين الثقافات«. تحدث عن الدور البارز لصناعة السياحة في تحقيق رفاهية الشعوب وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي وأشار إلي أن شعار هذا الاحتفال هذا العام يتوافق ومكانة مصر في التراث الإنساني العالمي. قال ان السياحة أصبحت أهم وسيلة لدعم التفاهم والتسامح والاحترام بين الشعوب. قال أن مستقبل مصر الاقتصادي مرهون بالنمو السياحي وانه لايوجد علي ارض مصر من يملك التضحية بما تحققه هذه الصناعة من عوائد اقتصادية واجتماعية للشعب المصري. وجاءت كلمة سكرتير عام المنظمة طالب الرفاعي معبرة عن التقدير الذي يكنه عالم السياحة بل العالم كله لمصر الشعب والتاريخ والحضارة والتي تعد صاحبة الحظوة الأولي بين الدول في السياحة الثقافية. أشار إلي تضامن العالم مع مصر السياحية مؤكدا ثقته في ان تتعافي السياحة المصرية في أسرع وقت لتساهم في انطلاقة هذه الصناعة. اشاد بالتقدم الذي حققته في قيادة وريادة العمل السياحي العالمي مشيرا إلي ما جاء في القرآن الكريم حول مصر بالقول : »أدخلوها بسلام أمنين«. وهكذا شهدت مدينة أسوان أشهر المقاصد السياحية الثقافية وسياحة الاجازات والراحة في العالم أياما لا تنسي عكست مظاهرة تأييد عالمية لصالح السياحة المصرية.
