تقرير لجنة تقصي الحقائق عن التمويل الأجنبي للجمعيات والتنظيمات غير الحكومية الذي انفردت جريدة الأخبار به أمس،..، هو التقرير الأخطر والأهم علي الإطلاق، الذي تم نشره، من خلال الصحافة المكتوبة خلال الآونة الأخيرة، نظرا لما يحتويه وما كشف عنه من معلومات خطيرة ومدققة عن هذا الأمر الجلل، الذي يمس ويتدخل في أخص الشئون الداخلية لوطننا. ومن حق الزميل الصحفي الجاد والصديق العزيز، عبدالقادر شهيب أن نشيد بأدائه المميز وانفراده بالتقرير الذي يعد سبقا له وزن ومعني، ومن حق جريدتنا الأخبار الإشادة والتقدير في ذات الوقت. التقرير بما أورده من معلومات وأرقام، يفض بكارة ذلك الطلسم الذي ظل سراً مغلقا، ومحيراً، أمام كل المهتمين والمتابعين للشأن العام علي مستوياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر بخصوص التدخل الأجنبي بالمال في الشأن المصري تحت ستار المساعدات الأجنبية لبعض الجمعيات وبعضها معلوم ومرصود، والكثير منه غير معلوم ولا مرصود مثل جبل الجليد القليل منه ظاهر فوق الماء، وأغلبه غاطس غير ظاهر وغير معلوم وغير واضح. وخطورة هذا التقرير تكمن في أمرين أساسيين، أولهما: ان هذه أموال أجنبية يتم ضخها في الداخل المصري علي هيئة نقود ومبالغ ليست قليلة علي الإطلاق، بل إنها جسيمة الحجم والمعني، وتتلقاها هذه الجمعيات وتلك المنظمات، وبعض الأفراد، في غير علانية، ولأسباب ودوافع وأغراض يغطيها الكتمان ويلفها الغموض، يعلمها من دفع ومن تلقي فقط لاغير. وثانيها: ان هذه التدفقات المالية الجسيمة، بدأت في التدفق علي مصر، في وقت من أشد الأوقات دقة وحساسية من تاريخها المعاصر، وفي لحظة فارقة من الزمن، يعيش فيها الوطن معطيات وأجواء تحول هائل في مسيرته السياسية والاجتماعية، في ظل الثورة التي فتحت أمامه الباب واسعا لصناعة المستقبل، وتحقيق أمله في دولة قوية حديثة، تقوم علي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتحتل مكانها اللائق في المنطقة والعالم، وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد ووسط أطماع وأهداف خارجية بالغة الجسامة والخطر. لأجل ذلك كله قلنا ونؤكد خطورة التقرير، وما يحتويه وما يكشف عنه. ونواصل غداً ان شاء الله. محمد بركات [email protected]