لعبت الصدفة دوراً مع أمل إبراهيم عطيفة التي عملت كأخصائية تخاطب للأطفال ذوي الإعاقة، لمدة 3 سنوات قبل إنجابها ابنتها رحمة خالد - المصابة ب»متلازمة داون» لتجد نفسها مطالبة بتطبيق ما كانت تنصح به أولياء الأمور مع ابنتها، رحمة صاحبة ال 22 عاما التي عوضها الله بقدرات مميزة فلم تكن عادية في طفولتها وبعد تخرجها،حيث حققت العديد من البطولات المحلية والعالمية في رياضتي السباحة والتنس، وتم اختيارها كمتحدثة رسمية عن الأولمبياد الخاص في الفترة من عام 2012 إلي 2014، ولم تكتف بذلك حيث أكملت دراستها بمجال السياحة والفنادق ومؤخراً وقع عليها الاختيار لتنضم إلي قائمة مذيعي قناة دي إم سي لتصبح أول مذيعة مصابة بمتلازمة »داون» تظهر علي الشاشات المصرية.. وقبل التحدث مع رحمة كان لابد من التحدث مع والدتها هذه الأم العظيمة أمل ابراهيم التي كان لها اعظم الأثر في حياة ابنتها رحمة التي قالت إن ابنتها رحمة تملك المقدرة علي النجاح بما تملكه من اصرار وعزيمة وأنها قادرة مثلها مثل غيرها، وأكدت أنها اقترحت علي رحمة أن تتوقف عن استكمال الدراسة والتفرغ للرياضة وتحقيق المزيد من البطولات لكنها رفضت قائلة: أنها سعيدة بخوض ابنتها لتجربة التقديم التليفزيوني وأنها واثقة من قدرتها علي إثبات وجودها وأنها تشعر أحيانا أن رحمة تكون خائفة أو متوترة أمام الكاميرا، لكنها تحاول عدم إظهار ذلك بل تظهر قوتها.. وتحمل السطور التالية حديث رحمة عن مشوار بطولتها وتفاصيل الوصول لكرسي المذيعة. • ما مجال دراستك؟ وهواياتك؟ - تخرجت هذا العام في معهد الألسن للسياحة والفنادق الذي التحقت به بعد تخرجي من مدرسة خاصة، كما أني أمارس رياضة السباحة منذ أن كان عمري 8 سنوات وحصلت علي بطولات الألمبياد الخاص بالإضافة إلي بطولة الجمهورية التي أحصل عليها كل عام منذ 2008 وإلي وقتنا هذا، وأعمل متحدث رسمي في الجمعية المصرية الاتحادية للإعاقات الذهنية, حيث أذهب في جولات لمقابلة مسئولي التوظيف في المؤسسات وأنقللهم الصورة بضرورة تعيين نسبة ال5% الخاصة بذوي الإعاقة. متي قررت أن تكوني مذيعة؟ - كنت أشارك في حفلات المدرسة والإذاعة المدرسية, وفي أثناء عودتي من بطولة الأولمبياد بسوريا، تم إجراء حوار تليفزيوني معي، وسألتني المذيعة عن أحلامي فأجبتها علي الفورمذيعة، وكانت أمنيتي الالتحاق بكلية إعلام، لكن أمي أقنعتني بصعوبة الالتحاق بالثانوية العامة التي تحتاج وقتا ومجهودا كبيرين، لكي أتمكن من ممارسة الرياضة بجانب الدراسة. وكيف سعيت للوصول لحلم المذيعة؟ تواصلنا في شهر يناير السابق مع الإعلامي ماهر مصطفي بقناة دي إم سي وتلقيت تدريبات معه مدة شهرين، ثم استضافني الإعلامي رامي رضوان في برنامج 8 الصبح وقال لي »إن شاء الله تكوني مذيعة معانا»، وفي اليوم العالمي لذوي الإعاقة تواصلت معي قناة الغد لأكون مذيعة معهم مدة يوم علي الهواء مباشرة، وكانت المرة الأولي التي أظهر فيها كمذيعة ليس كضيفة. كيف كان استعدادك لذلك اليوم؟ - لم أكن خائفة, كلمتني الستايلست واتفقت معي علي الفستان الذي يتناسب مع البرنامج، وقمت بعمل بروفة قبل الهواء تدربت فيها علي التقديم, وكل الناس كانت سعيدة بي وأصدقائي كانوا فخورين وقالوا لي »دماغك ناشفة وبتجري ورا حلمك» وقامو بالتقاط الصور معي لنشرها علي »فيس بوك». وماذا عن مشوارك الرياضي؟ - تم اختياري للسفر إلي لبنان عام 2012 في مؤتمر الشباب الأول كمتحدثة رسمية عن ذوي الإعاقة في بطولة الأولمبياد المصري الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, سافرت كوريا عام 2013 للمشاركة في مؤتمر الشباب العالمي لذوي الإعاقة وألقيت كلمة باللغة الإنجليزية نشرها موقع »special Olympic» وحصلت علي 4 ميداليات اثنتين ذهب, واحدة فضة, وواحدة برونزية، وفي نفس العام سافرت عمان للمشاركة في بطولةالتنس الأرضي وحصلت علي الميدالية البرونزية, وفي عام 2014 شاركت في البطولةالإقليمية الثامنة المقامة في مصر وألقيت كلمة أمام الرئيس السيسي نيابة عن اللاعبين.. وتم ترشيحي عام 2015 من المجلس الاستشاري الدولي للأولمبياد الخاص كأول عضوةمن ذوي متلازمة داون في المجلس، كما حصلت علي المركز الثالث في بطولة العالم لمتلازمة داون في رياضة السباحة المقامة في إيطاليا. من يشجعك في خطواتك؟ - لدي شقيقان يعملان بالخارج يقومان بالاتصال بي وتشجيعي، بالإضافة إلي أبي وأمي اللذين يقفان معي في كل خطوات حياتي, ويوفران لي كل احتياجاتي. كيف جاءت خطوة التعاقد علي برنامج 8 الصبح؟ - تدربت خلال هذا العام علي التقديم التليفزيوني وتواصل معنا هشام سليمان مدير القناة, وقمنا بتوقيع العقد السبت الماضي لتقديمي برنامج 8 الصبح يوم الثلاثاءمن كل أسبوع، وأمس كان أول يوم لي في عملي الجديد، وسعيدة جدًا لاستطاعتيالوصول لحلمي. وكيف تشعرين بعد تحقيق حلمك؟ - كنت أحرص علي حضور المؤتمرات دائما والحفلات وألقي كلمات التوعية بمتلازمة داون، وبعد وصولي إلي مهنة المذيعة سأصبح قادرة أكثر علي تغيير سلبيات المجتمع ونظرته تجاهنا.
