ليس بالعين الحمراء يُريد الشعب المصري أن يُحكم أو يُساق أو يُهدد ! ليس بالعين الحمراء يريد الإنسان المصري أن يعيش ويتعلم ويعمل ويبدع ويتقدم ! ليس بالعين الحمراء يريد المواطن أن يُسحق ويُهان وتُختطف منه كرامته ! ليس بالعين الحمراء يُريد الشاب المصري أن يُمنع من المشاركة في اختيار مصيره وتحريك وطنه ! ليس بالعين الحمراء.. يُريد الإعلام المصري أن يُعلم ويُعبر ويتفاعل ويُدلي برأيه الحُر ! ليس بالعين الحمراء يُريد الشهيد، أن نُكرم ذكراه.. وأن يزهق المبدأ السامي الذي بذل روحه من أجله ! وأعلم ُ علم اليقين.. أن المجلس العسكري والشعب المصري يد واحدة وأنه أي المجلس العسكري لايُريد أن يتعامل معنا أبدا بالعين الحمراء، وأثق ثقة عمياء أن الشعب المصري والجيش المصري يد واحدة وستظل بإذن الله،.. وأن رئيس حكومتنا المصري الوطني د.عصام شرف الوطني الشريف لايقبل ولا يرضي هو ومن يرأسهم أو يختارهم أن يعاملونا بالعين الحمراء.. وأن نُخبنا السياسية الوطنية علي اختلاف مشاربها لاتقبل بذلك.. خاصة أن ثورة الشعب المصري قامت لتُغير لا لكي تعيد إنتاج الماضي.. وقامت لكي تمنح الحريات لا لكي تقيد المزيد منها.. وقامت لكي تُرسي مبادئ الحريه لا لكي تنتقص منها ! وليس معني هذا أنني أنادي بفوضي.. أو أدعم شغبا.. أو أوافق علي تجاوز.. فأي مصري وطني شريف يُدرك أن مصر.. مصرنا التي تحتل منا القلب والروح والعقل تمرُ بوقت صعب.. ولكن صعوبته إنما هي صعوبة لحظة المخاض.. مخاض الحريه.. ومخاض الكرامة.. ومخاض الديمقراطية.. ومخاض إعادة بناء المستقبل بعد 03 عاما من بقاء الأمة خلف جدران القفص الأمني.. وسجون الجهل والفقر والأميه والتراجع العلمي والبحثي والتدهور الصحي والتخلف البيئي والتخلف الإعلامي والتراجع القيمي.. وهو عصر من الانحلال الحضاري بكل مظاهره عانت منه مصر بفعل فاعل معلوم لامجهول.. وأدوار مشبوهة.. وخيانه مفضوحة.. وسرقات مرصودة.. وإعلام إما مُشتري أو مُباع أو مُغيب أو صامت مذبوح الكلمة! ولعله كان من المتوقع - وكما حدث في كل الثورات السابقة، والتي يزخر بها التاريخ - أن تكون هناك مقاومة شرسه من أعدائها، ومن أصحاب المصالح الذين يعلمون أن مصالحهم ستتضرر، ومن القيادات الفاسدة في كل المجالات من الذين يعلمون أن وجودهم سيستأصل، ومن جامعي الثروات الحرام الذين أدركوا أن ثرواتهم سوف تُستعاد منهم.. لذا كان الطبيعي أن تتكاتف كل هذه العقول المخربه، وأن تتحد كل هذه الجهود المدمرة، وأن تتشابك كل هذه الأيادي الخفية لتختطف الثورة وتشككك في مسيرتها وتنتهك حقوق شبابها وتجهض أحلام شيوخها.. وكان من الطبيعي أن يكون كل هؤلاء يد واحدة.. يد تستعين بالبلطجة، وبالإرهاب المعنوي وبترويع المواطنين، وببث روح الفرقة في الوطن، وفي التشكيك بين الأطياف، وتفريق الأشقاء، وبضخ الأموال للتخريب، وإشاعة الفوضي وبث الإشاعات المضلله واستخدام قنوات التعبير والرأي والإعلام المضللة.. ثم تأتي المرحلة الأخيرة من جهودهم لتتويج خيانتهم بذرف الدموع علي أمان الوطن المفقود، وعلي فشل الأمل المعقود، وليستجيروا في النهايه بطلب الحمايه، وتفعيل العين الحمراء، ودفعنا جميعا لتقبل قانون الطوارئ لا من أجل العمل الوطني معا للتخلص منه، والمسير نحو المستقبل الواعد لثورتنا الواعيه ! مسك الكلام.. العين الحمراء.. هي عين غاضبة لم تر.. ولاتري.. ولن تري !