[email protected] تنمية المواهب هي جزء أصيل من دور أكاديمية الفنون ووزارة الثقافة ولم تتقاعس الأكاديمية عن القيام به رغم أعباء الدراسة في مختلف معاهدها التي تحتل مساحة كبيرة من المباني خلف المبني الأم الذي يتوسط شارع خاتم المرسلين بالجيزة .. المباني الجديدة كانت حلما تحقق في بداياته علي يد الدكتور فوزي فهمي الأب الروحي لهذه الأكاديمية التي تعاصرنا الآن .. فقبل حوالي 12 عاما دعاني الدكتور فوزي وهو صديق اعتز بمعرفته منذ سنوات طويلة .. رجل غاية في الأدب الجم والعلم الوفير وقبل ذلك فهو شخصية قيادية نظيفة ومحترمة وأطلعني علي ماكيت إنشاء المعاهد الجديدة ولاحظت من بينها علي سبيل المثال وجود معهد للترميم مثلا ومعهد للنقد الفني يلتحق به خريجو الثانوية العامة ومعاهد كثيرة أخري تحوي تخصصات جديدة لأول مرة وأخذني يومها في جولة بالمبني الذي يقع به مكتبه والكافتيريا التي تراعي آدمية الأساتذة والطلاب .. يومها شعرت بفرحة كبيرة أن يكون هناك مبان بهذه الفخامة لأنني أعرف مباني المعاهد وحالتها السيئة التي لا تعبر عن حالة التطور الذي شهدته الأكاديمية في تلك السنوات .. وذهب الدكتور فوزي وجاء بعده الدكتور مدكور ثابت ثم الدكتور هاني مطاوع ثم أخيرا الدكتور سامح مهران المؤلف والمخرج المسرحي المعروف ورفيقي في أجمل رحلة إلي اسبانيا فقد تعرفت عليه أكثر في السفر وحضرت معه الندوة التي جال وصال فيها وصفق له المسرحيون الأسبان والعرب وكان وقتها يعرض احدي مسرحياته في مهرجان طرطوسة ويوم ان عين رئيسا للأكاديمية كنت متفائلا به فهو شخص يتميز بالنشاط الدائم والتفكير المستمر والقراءة البعيدة النظر للمجتمع ومسرحياته تشهد علي تميزه وقد أبلي بلاء حسنا بعد توليه رئاسة المركز القومي للمسرح وقبلها نجاحه مديرا لمسرح الغد ونهض بالمركز نهضة حقيقية لا يزال العاملون بالمركز يتحدثون عنها حتي الآن. قبل فترة زرت الأكاديمية ووجدت مركزا لتنمية المواهب يشرف عليه صديقي المخرج والفنان جلال عثمان مدير مسرح الغد السابق والحقيقة كان الأمر مفاجأة سارة لي فقد اكتشفت أن المركز يعلم الصغار من عمر 4 سنوات والكبار أيضا التدريب علي مختلف الفنون التي تنمي الذوق الفني بشكل عام فهناك آلات وترية مثل البيانو والجيتار والعود والكمان والقانون والتشيللو والفيولا (الكمنجة) وآلات النفخ والإيقاع مثل الفلوت والكلارنت والأبوا والترومبت والناي والكولة والإيقاع وكذلك علوم الموسيقي والصولفيج منها كورال الأطفال والغناء العربي والاوبرالي وفي قسم الباليه التدريب علي الباليه الكلاسيكي والرقص الحديث والرقص الشعبي والتعبير الحركي والكلاكيت والجاز وهناك أيضا تدريب علي الرسم وعمل الأزياء الفنية والعرائس وتصميم الديكور .. كذلك التدريب علي حرفية التمثيل في المسرح والسينما والتليفزيون والأداء الحركي الجسدي والمايم والماكياج والأقنعة والماسكات والأكروبات والتصوير السينمائي والإخراج والمونتاج والصوت والرسوم المتحركة والديكور في السينما إضافة إلي حرفية كتابة المسرحية والسيناريو .. كلها تخصصات ممتازة لمن يريد تثقيف نفسه في هذه الفنون لمدة 3 شهور في العام واعتبرت انها ضربة معلم من سامح مهران الذي يحرص علي ترك بصمة من بصماته في كل موقع يشغله ووجد ضالته في جلال عثمان ليتولي هذا المركز فهو أيضا من الإداريين الناجحين في العمل الثقافي وقد تولي لسنوات عديدة الإشراف الفني علي فرقة الغد قبل ان يصبح مديرا لها.. مركز تنمية المواهب مشروع ثقافي مهم ودخل مالي يصب في خزينة الأكاديمية وفرصة لتعليم أولادنا الفنون الرفيعة بشكل محترم.