كنت أظن أن الموضوع حماسي فقط وإذا بالمفاجأة الثانية: وهي نضج مؤسسة (صناع الحياة) السبت : خرجنا من رمضان والكل يبحث عن الإجازة والاستمتاع بالعيد، وكنت أشعر أنني في حاجة للراحة بعد تعب رمضان وبذل الجهد الشديد، ولكنني فوجئت بدعوة تأتيني من مؤسسة صناع الحياة لحضور معسكر كبير يقيمه صناع الحياة بمعسكر أبو قير للشباب بمدينة الاسكندرية بحضور 5 آلاف شاب وفتاة من كل محافظات مصر ولمدة 5 أيام للتدريب علي مشروعات تنموية سيقوم بها صناع الحياة ضمن خطتهم للعام القادم. ذهبت بالفعل للمعسكر وإذا بالمفاجأة الأولي: أجد نفسي أمام 5 آلاف شاب وفتاة أعمارهم ما بين 20 و30 يملؤهم حماس لم أشاهد مثله من قبل إلا أيام الثورة في ميدان التحرير، أنا أعرف صناع الحياة وشاركت في تأسيسها وساهمت في وضع الأفكار الأساسية بداية من فكرة التنمية بالايمان إلي أن هدف صناع الحياة هو عمل مشروعات تهدف إلي نهضة المجتمع في المجالات الأساسية وهي: التعليم، الصحة، الاقتصاد، وحماية المجتمع. لكنني لم أشاهد أبداً مثل هذا الحماس العجيب والتحدي المذهل والإصرار العجيب علي تنفيذ مشروعات تهدف للنهضة. وكنت أظن أن الموضوع حماسي فقط وإذا بالمفاجأة الثانية: وهي نضج مؤسسة (صناع الحياة)، فعندما تأسست صناع الحياة كان الشباب المنضم إليها مازال ينقصه الوعي الكبير، ولكن يبدو أن تجربة ثماني سنوات حارب فيها النظام السابق أعضاء ومؤسسي صناع الحياة ومنع مشروعاتها مثل مشروع إنسان، لاعتباره منافساً لمشروع الالف قرية، إذ يبدو أن صناع الحياة نضجت في هذه الفترة ونضج الشباب نضجاً كبيراً وأصبحوا أكثر فهماً للواقع المحلي والعالمي والعربي، وصاروا أكثر مرونة وفي الوقت نفسه أكثر تمسكاً بمشروعات تنموية نهضوية. كان الشباب يقولون نحن لسنا جمعية خيرية ولسنا جمعية دينية ولسنا جمعية سياسية، ولكننا الجمعية الوحيدة في مصر التي تعمل في مجال التنمية لمشروعات تنموية نهضوية حقيقية ويصل أعضاؤها إلي الآلاف في كل محافظات مصر، فنحن لا نميل إلي جهة أو تيار بل نحترم الجميع ونتعايش مع الجميع لكننا في الوقت نفسه نتميز عن الجميع أننا الوحيدون الذين نعمل في مجال التنمية وبهذا الحجم وفي مشروعات نهضوية في مجالات مختلفة. الاثنين: هنا جاءت المفاجأة الثالثة، فبعد مكوثي 3 أيام في معسكر صناع الحياة، شاهدت نوعية المشروعات التي جاءوا ليتدربوا عليها في المعسكر، كان هذا المعسكر هو معسكر تدريبي وقد شهدت الأيام الثلاثة الأولي تدريباً علي مشروع محو الأمية من خلال المبادرة التي أعلنتها مؤسسة فودافون الخيرية، وأصبحت صناع الحياة هي المؤسسة المسئولة عن تنفيذ المشروع. وقد تم الاتفاق في هذا المعسكر علي أن يكون هدف السنة الأولي هو محو أمية 120 ألف أميّ في 8 محافظات هي: المنيا، سوهاج، بني سويف، القاهرة، الاسكندرية، المنصورة، السويس، والشرقية. وسيقوم بالمساعدة في محو أمية هؤلاء 12 ألف متطوع من صناع الحياة وغيرهم. وقد حضر المعسكر القيادات الأساسية لهؤلاء الشباب لتلقي التدريب الأساسي علي هذا المشروع، ولم يكن هذا المشروع مشروعاً عادياً فلا توجد تجربة نجاح مصرية لمحو الأمية حتي الآن، هناك بالفعل التجربة الهندية والكوبية ولكن لا توجد تجربة مصرية، ولذلك كان هدف السنة الأولي هو محو أمية 120 ألف أميّ؛ لنصل بالعدد في السنة التالية إلي 3 ملايين أميّ يتم تعليمهم، وذلك بالاضافة إلي صناعة تجربة ونموذج مصري لمحو الأمية. لقد وجدت في شباب صناع الحياة من العزيمة والتصميم والنضج والاصرار علي إنجاح التجربة وذلك لتعليم 120 ألف أميّ حتي يجتازوا امتحان القراءة والكتابة بعد 8 شهور من الآن. ولم يكن هذا هو المشروع الوحيد الذي جاء صناع الحياة ليتدربوا عليه بل كان هناك 4 مشروعات أخري وهي: مشروع إنسان: الذي عاد بقوة بعد أن تم إيقافه عام 2009، ويهدف إلي عمل مشروعات صغيرة للأسر الفقيرة، وذلك بشرط أن يمنعوا أطفالهم من التسرب من التعليم. مشروع التوعية الصحية: الذي يقوم به شباب صناع الحياة خاصة خريجي كليات الطب للتوعية في القري والمحافظات المختلفة ضد الامراض المزمنة، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. مشروع حماة المستقبل: ويهدف إلي حماية الشباب من تعاطي المخدرات والتي فعلاً نجحنا في التوعية بها خلال السنوات الماضية. مشروع طلبة الجامعة: ويهدف إلي نشر فكر التنمية داخل جامعات مصر المختلفة. الجميل أن هؤلاء الشباب المشاركين في صناع الحياة كلهم متطوعون ولا يتطلعون إلي أي جزاء أو شكر من أحد ولا يتقاضون أجراً علي كل ما يفعلونه في هذه المشروعات، إنما يقومون بهذا العمل من أجل إرضاء الله سبحانه وتعالي وفهماً منهم لدور الايمان في الاصلاح فقد فهموا أن الايمان يبني ولا يهدم يجمع ولا يفرق، الايمان ينظر لمصلحة البلد ولا ينظر إلي أي مصلحة شخصية. لقد امتلأ قلبي فرحاً وأنا أقف وسط هؤلاء الشباب وشعرت أن مستقبل مصر بإذن الله، بلا أي شك سيكون مستقبلاً عظيماً، وستنافس مصر دولا مثل ماليزيا وتركيا طالما نمتلك هذه القدرات الرائعة والحماسة ونضج هؤلاء الشباب ونوعية المشروعات المتميزة اللازمة للنهضة. وإذا كان شعار صناع الحياة هو التنمية بالايمان فإنني أستطيع أن أقول إن هذا هو الدور الحقيقي للإيمان الذي يصل بنا إلي التنمية والنهضة. الأربعاء: كان أجمل تكريم لهؤلاء الشباب هو حفل ختام المعسكر والذي شارك فيه مجموعة من الشخصيات العامة المحلية والعربية والعالمية، فقد حضر هذا الحفل ممثلو صناع الحياة في عدد من الدول العربية وهي: الاردن، السودان، وغزة وكان اللقاء رائعاً ومؤثراً وعظيماً. وأرسل فضيلة المفتي د.علي جمعة كلمة تشجيعية لصناع الحياة، كما حضر محافظ الاسكندرية وكان رائعاً في تفاعله مع الشباب ووقع استمارة انضمام إلي صناع الحياة، وحضر أيضاً السفير البريطاني بمصر ليؤكد استعداد بلاده للمشاركة في أي مشروعات تنموية بمصر، وحضرت الحفل أمي الثانية الحاجة ياسمين الحصري، كما حضر مؤسسو صناع الحياة وأصحاب الفضل في ظهورها للنور د.محمد يحيي والمهندس جمال الاتربي، وكان هناك حضور مهم وله مذاق خاص وهو حضور المهندس حاتم دويدار عن الشركة المنظمة ليؤكد علي قيمة المشاركة المجتمعية للشركات الكبري وأنها شركات لها قلب يشعر بحقيقة المجتمع ويتفاعل معها ويتبني مبادرة كبري فشكراً له ولمؤسسته، ممثلة لشركات القطاع الخاص، وشكراً لمحافط الاسكندرية ممثلاً للسلطة التنفيذية وشكراً لصناع الحياة ممثلةً للمجتمع المدني، فهذه هي العناصر الثلاثة المهمة من أجل إنجاح أي مشروعات تنموية ونهضوية. فمشروع مثل محو الأمية حقق تلك المعادلة الصعبة: فالفكرة خرجت من القطاع الخاص، كنوع من المسئولية الاجتماعية، ثم نقلت إلي صناع الحياة التي تقوم بدور تنموي ونهضة كمؤسسة مجتمع مدني، ثم جاء دعم الحكومة لتتحقق المعادلة، وهنا فقط دخل الشباب، الذين هم وقود أي نهضة، علي الخط لتحقيق الحلم. حقيقة، لقد قضيت أسبوعاً جميلاً وشهدت لقاءات تاريخية سيسجلها الزمن، مع 5000 شاب وفتاة من كل محافظات مصر، وخرجت وأن أقولها عالية إن مصر بإذن الله لا يمكن أن ترجع للوراء ثانية.. أبداً. علي حائط ال (فيس بوك) - سيأتي اليوم الذي يذهب فيه شباب صناع الحياة ليحكوا للعالم التجربة المصرية لمحو الأمية. - بعد نعم ربنا علينا لا يسعنا إلا أن نقول: "رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَي وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ". - يقول عمر بن الخطاب: "إذا أراد الله بقوم سوءاً منحهم الجدل ومنعهم العمل". - كن رجلا بألف رجل، فإن لم تستطع، فكن رجلاً ولا تكن نصف رجل. - أكثر من 8000 لايك (معجب) حصلت عليه صورة من فلسطين من أمام (ساحة مسجد قبة الصخرة) في مسابقة صفحة الفيس بوك، لتحتل المرتبة الأولي في التصويت.. فلسطين في القلب.