مخطئ من يظن أن السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية يعيشون حياة مرفهة ومستقرة علي طول الخط، فللمرء أن يتصور كم من العوامل النفسية والسياسية وربما الأخطار الأمنية التي تحيط بهؤلاء خاصة في بلد كإسرائيل كما ذكر السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية للشئون العربية الأسبق في كتابه «الدبلوماسية المصرية والهموم العربية»، حيث كشف عن تعرض الدبلوماسيين لاسيما العرب لكثير من المضايقات في تل أبيب وغزة ورام الله باعتبار أن هذه المناطق لا يمكن دخولها إلا من خلال المعابر البرية ونقاط التفتيش الإسرائيلية. وتطرق خلاف في كتابه إلي الصعاب التي يواجهها الدبلوماسيون في العراق واصفا اياه بأصعب اسم مواقع العمل الدبلوماسي بسبب وجود العنصر العسكري وتراجع وسائل الحماية والتأمين وتفشي ظواهر الفساد والرشوة والطائفية، ونوه في ذلك إلي حادث اغتيال السفير المصري إيهاب الشريف الذي قتل باسم الدين بحجة أنه يمثل بلاد «كافرة». وكشف «خلاف» عن محاولة جهات إعلامية التلميح بتورط «إيران» في اغتيال «الشريف» إلا أنه لا توجد أدلة موثقة علي ذلك رغم وجود المصلحة لديها في ذلك. وتناول الكتاب أيضا الدور المصري في القضية الفلسطينية والسودان ولبنان والصومال ومحاولاتها كسر الحصار الجهنمي المحيط بحقوق الشعوب العربية. ودعا خلاف إلي ضرورة تجديد المفاهيم والآليات التي تتعلق بمفهوم الأمن العربي، وتطرق إلي أداء الجامعة العربية ومفهوم السيادة الوطنية للدول العربية وتأثير ذلك علي التضامن العربي والعروبة، كما تطرق «خلاف» إلي فكرة الحوار مع إيران كأحد الحلول المطروحة علي الساحة العربية- الإيرانية.