لقي ما لا يقل عن 23 شخصا مصرعهم في سوريا في "جمعة الموت ولا المذلة" بعد أن استخدمت السلطات السورية العنف من جديد لقمع الاحتجاجات الداعية لرحيل النظام، رغم تزايد الضغوط الدولية، بحسب ما أفاد مصدر حقوقي. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن معظم القتلي سقطوا بنيران قوات الأمن اثناء تفريق مظاهرات في بلدات عربين وكفربطنا ودوما وحمورية في ريف دمشق بينما قتل أربعة أشخاص في مدينة حمص وسقط قتيلان اثنان في كل من القصير وتلبيسة وثلاثة في دير الزور في شرق سوريا. وقالت تقارير المرصد إن آلاف السوريين تدفقوا علي شوارع مختلف المدن السورية في مظاهرات أطلقوا عليها "الموت ولا المذلة" للمطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وأضاف المرصد أنه "جري اطلاق نار كثيف في حي باب السباع في حمص علي كل من يتحرك او يخرج من منزله من الحواجز المحيطة" لافتا الي "تجدد اطلاق النار في بلدة تلبيسة من الجهة الشمالية من جهة الحاجز وبشكل عشوائي وكثيف علي المنازل". وأشار المرصد إلي أن "القناصة انتشرت في المنطقة الواقعة بين شارع الحمرا والغوطة في مدينة حمص ، حيث خرجت مظاهرتان في احياء الوعر والخالدية وصل عدد المشاركين فيهما الي نحو 40 الف شخص". وذكر ناشطون أن قتيلين سقطا وجرح اخرون خلال اقتحام قوات عسكرية وامنية بلدة معرة حرمة الواقعة في ريف ادلب. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان "عددا من الدبابات و50 سيارة أمن اقتحمت بلدة معرة حرمة مما اسفر عن مقتل شخصين واصابة 5 اخرين بجروح". من جانبها قالت الحكومة السورية إن "أربعة مسلحين لقوا حتفهم بعد هجوم شنوه علي قوات الأمن في دمشق وحمص". كما افاد التلفزيون السوري أن "عددا من عناصر قوات حفظ النظام اصيبوا في هجوم متزامن علي حاجزين لقوات حفظ النظام في حمورية وعربين" الواقعتين في ريف دمشق. وقد عمت المظاهرات الحاشدة أرجاء سوريا عقب صلاة الجمعة، وكان من بينها مظاهرة كبيرة تحث روسيا علي وقف مبيعات السلاح للحكومة السورية وأخري لتأييد المحامي العام السوري في حماة الذي استقال احتجاجا علي حملة قمع المتظاهرين. علي صعيد العقوبات الدولية، فرض الاتحاد الأوروبي حظراً علي واردات النفط من سوريا في خطوة تعزز من الضغوط علي نظام الأسد. وقال المجلس الأوروبي في بيان صدر في بروكسل إن الحظر "يشمل شراء واستيراد ونقل النفط والمنتجات النفطية الأخري من سوريا.. وعدم توفير خدمات مالية أو تأمينية لمثل هذه المعاملات". وكانت الخطوة متوقعة علي نطاق واسع حيث يعد الاتحاد الأوروبي السوق الأولي لمنتجات النفط السورية، وقال الاتحاد إنه يهدف إلي جعل هذه الخطوة ذات تأثير ضار علي عائدات النفط السورية. وفرض الاتحاد أيضاً عقوبات علي أربعة أفراد سوريين وثلاثة كيانات، وأضافهم إلي قائمة المستهدفين بتجميد الأصول وحظر السفر. من جانبه أدان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، تلك العقوبات قائلاً إن بلاده تعارض العقوبات الدولية أحادية الجانب التي وصفها بأنها "لا تجدي نفعاً". وقال لافروف "إننا ضد العقوبات الأحادية والعقوبات، بشكل عام، نادراً ما تساعد علي الحل". من جانبه قال وزير خارجية بولندا رادوسلاف سيكورسكي في منتج سوبوت البولندي، حيث عقد وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي ال27 اجتماعا غير رسمي لصياغة رد الاتحاد علي الحملة العسكرية التي يشنها الاسد إن "الرئيس السوري ينفذ مذبحة في بلاده". وأضاف "المجتمع الدولي بكامله يدعوه للتخلي عن السلطة".