ظل يحلم كثيرا بالالتحاق بجيش مصر العظيم لينال شرف الدفاع عن الوطن ومقاومة طيور الظلام.. فرحته بارتداء البدلة العسكرية في أول إجازة له لقريته كانت كبيرة.. ترجل في شوارع القرية وكأنه يعلن للجميع ان شرف الجندية لايعادله شرف آخر. حاز احترام زملائه وقادته علي مدار عام ونصف من خدمته بسيناء وكان نموذجا في الانضباط والإخلاص حتي أصابته رصاصات الغدر في هجوم إرهابي لتصعد روحه الطاهرة لبارئها لتحلق في الفردوس الأعلي مع زملائه من شهداء الوطن. ابن الدقهلية البطل الشهيد المجند حسن المتولي حسن الذي استشهد في عام 2015 اثر عملية ارهبية بسيناء. ونشأ في أسرة مكافحة بقريته الروضة مركز بلقاس والده مزارع ووالدته ربة منزل وشقيقه عامل بمصنع السكر وشقيقته الصغري دنيا بالصف الخامس الابتدائي. تقول هويدا البدراوي علي الدسوقي والدة الشهيد: آخر إجازة له كانت قبل 25 يوما من استشهاده.. وكانت مشهودة وكأنه قدم لوداعنا.. فلأول مرة يصر علي اصطحابي للأرض وطلب يتصور معايا صورا كثيرة وقعد ويتحدث معي عن رغبته في الارتباط بابنة عمته في الإجازة القادمة وطلب مني التمهيد لتلك الخطوبة. وتستطرد الأم المكلومة قائلة: نعم كنت عارفة ان ابني حسن راجل طول عمره لكن فور سماع خبر استشهاده مر بي شريط ذكريات آخر اجازة بكل تفاصيلها وأدركت أنها كانت زيارة الوداع وأنه كان يستشعر الشهاده ولم يرد أن يتركنا في حالة قلق وخوف عليه حيث كان يطمئن علي كل شئ في البيت. وتشير إلي أن رجولة ابنها كانت حديث كل أبناء القرية حتي قبل استشهاده حيث كان يقف مع كل محتاج وتأكدت من ذلك عقب استشهاده عندما أخذت سيدات القرية يحكين عن مواقفه مع أزواجهن وأبنائهن وكلهن حسرة وأسي علي فراقه ويقولن إنهن كن دائما يضربن المثل لأبنائهن به وكن يطالبن أبناءهم بتحمل المسئولية مثله وتضيف وهذا الشئ اللي مصبرني لأني متأكدة إنه في مكان أفضل بكثير عند ربنا مع زملائه من شهداء الوطن وكفاهم فخراً إنهم حافظوا علي البلد ولم يهابوا الإرهابيين وواجهوهم بشجاعة وبسالة عشان الشعب كله يعيش في أمان والكل يطمئن علي مستقبله ومستقبل أولاده وهو وزملاؤه كانوا عارفين انهم بيدفعوا الضريبة من دمائهم الزكية ليكون الجميع في أمان. وقال الحاج المتولي حسن والد الشهيد: حسن كان رجلا منذ صغره وكأنه كان يدرك أن الحياة قصيرة.. لم يتأخر يوما عن أداء واجبه تجاهنا جميعا.. فكان يساعدني في زراعة الأرض وعندما استكمل دراسته الاعدادية ظل يبحث عن مشروع يقوم به فافتتح محلا للحلاقة وكان خلال راحته من المحل يأتي لمساعدتنا. وكان حريصا علي أداء خدمته العسكرية وسارع إلي منطقة التجنيد بالمنصورة فور إصابته الدور وكان سعيدا بالتحاقه بالجيش ودائما يحكي عن شهامة ورجولة زملائه ويشيد بأخلاق قادته لذا لم يتلكأ يوما في العودة من اجازته وكان يسارع لوحدته فور انتهاء الاجازة. ويضيف كان هينزل قبل استشهاده بيوم واحد لكنه كلمني ليلة استشهاده قائلا: من الصعب اني أنزل ومجرد الاجازات هنزل علي طول.. وجاءني خبر استشهاده كالزلزال وحبست دموعي من أجل أمه وقلت لها حسن اتصاب عشان أمهد لها لكنه قلب الأم فقالت لي: لا حسن استشهد ومتحاوليش تخبي ورغم هول الموقف إلا أن استشهاده وعلمنا بأنه في أعلي منزلة بالجنة لازال الشيء الوحيد الذي يخفف عنا قسوة فراقه وأسأل الله أن يلحقني به أنا وأمه في جنته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .