زرت الصين مرتين بدعوة من جريدة الشعب وهي أوسع الصحف الصينية انتشارا حيث توزع حوالي 3 ملايين نسخة يوميا.. وصحيفة »الشعب» مؤسسة إعلامية تهتم أيضا بالإعلام الإلكتروني ولها بوابة باللغة العربية وغيرها من اللغات وتنظيم واحد من أهم المؤتمرات التي تجمع فيه رؤساء ومديرو التحرير من كل بقاع الأرض ليستعرضوا الجديد في مبادرة الحزام والطريق والجديد في الإعلام.. وأهمية مصر لها مكتب بالقاهرة. كانت زيارة الصين من التجارب المهمة في حياتي بعد أن شاركت في نهاية العشر سنوات الأولي من الألفية الثالثة في مائدة مستديرة جمعت الإعلاميين بالشرق الأوسط والآسيان هدفت للتقريب بيننا وأن نتبادل »الأخبار» مباشرة بعيدا عن وكالات الأنباء العالمية.. ففي المرة الأولي منذ 3 أعوام كانت الزيارة تجمع بين ورشة عمل للصحفيين الأفارقة والمشاركة في مؤتمر الحزام والطريق الذي استغرق ثلاثة أو أربعة أيام انتهت بزيارة لقصر الشعب والصعود إلي سور الصين العظيم.. أما ورشة العمل التي استغرقت حوالي 8 أيام فكانت فرصة لأعرف الصين والشعب الصيني فقد تقابلت مع قادة في حزب الشعب الصيني وتلقيت محاضرات عن الإعلام بالصين ومبادرة الرئيس الصيني بإحياء طريق الحرير الذي يربط شرق آسيا مع أوروبا تجاريا ومن بينها مصر عبر قناة السويس.. وزرت في ورشة العمل مقاطعة العمل والتجارة »جوانزو».. وجبال الشاي في أقصي الجنوب الغربي وشاهدت الصناعات اليدوية والآثار الصينية التي يقترب تاريخها من الحضارة المصرية القديمة ومن بينها المدينة المحرمة في بكين.. وعرفت كيف دخل الإسلام الصين وكل ما كنت أجهله عن بوذا.. ولكن كانت زيارتي في العام التالي مختلفة قصيرة جدا وفي شهر يوليو شديد الرطوبة واقتصرت في يومها الأول علي حضور جلسات المؤتمر والمشاركة في جلسة حوارية مذاعة علي الإنترنت وصلنا فيها إلي عدم قضاء وسائل الإعلام الحديثة علي القديمة وقضينا يومنا الثاني في زيارة »قصر الشعب» والاختيار بين مول طريق الحرير قبلة الزائرين وبين المدينة المحرمة لتكون المغادرة في رحلة تستغرق حوالي 11 ساعة طيران مساء نفس اليوم. الصينيون شعب دءوب لا يكل ولا يمل من العمل ولديه طاقة جبارة للإنتاج يتمتع بكرم الضيافة فأجمل ما في تلك السفريات أن تلتقي وتتعرف عن قرب بالبشر وما لمسته في كل الأماكن التي زرتها هي حب الناس لمصر وترحيبهم بالمصريين.. وأعتقد أن مستقبل العلاقات المصرية الصينية تسير علي طريق من الحرير وأن الغد أفضل.