أحسب أنه بات واضحاً للعامة والخاصة وكل المهتمين والمتابعين للشأن العام، أن الملمح الأساسي للمسيرة الوطنية المصرية الآن، هو الانطلاق المتسارع والجاد والملموس علي طريق الإصلاح الشامل، علي كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. والإصلاح الشامل يعني في جوهره النهوض الشامل بكل مقومات ومجالات الحياة الإنسانية للمواطن المصري، والتي تضم في محتواها كل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ولا تتوقف عند حدود معالجة الأزمة الاقتصادية فقط. وذلك يتطلب ضرورة الادراك بأن هذه النهضة الشاملة وذلك الإصلاح الشامل، لا يمكن أن تقوم له قائمة أو يستقر له حال دون إصلاح حقيقي وفاعل لمنظومة التعليم، وترسيخ قوي لقيمة العمل الجاد والكفء. وفي هذا الخصوص أعتقد جازما أننا جميعا ندرك بكل الأسف، الحال اليائس الذي وصلت إليه المنظومة التعليمية عندنا الآن، وما أصبحت عليه من تدهور شديد وتخلف لا يمكن القبول باستمراره. وفي تقديري أننا نؤمن جميعا بالحقيقة التي تؤكد أن التعليم هو الوسيلة المباشرة للعلم والمعرفة، وهما الأساس الذي تقوم عليه نهضة الأمم وترتقي به كل الشعوب وتبني عليه كل الحضارات،..، لذا فإن الضرورة تفرض علينا المضي بأقصي سرعة ممكنة لإعادة بناء المواطن المصري، المؤهل لإحداث النهضة والقادر علي القيام بها. ونحن في ذلك لابد أن نضع في اعتبارنا أن التعليم الجيد هو القاطرة الأساسية للنهضة والتنمية الشاملة في جميع دول العالم، وهو وسيلتنا الفاعلة والقوية للانطلاق نحو المستقبل وتحقيق طموحات شعبنا في الغد الأفضل وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة والقوية،..، وهو ما يجب أن نعمل له بكل العزم والإصرار.