هناك بعض الحقائق أصبحت ثابتة ومؤكدة في عالمنا المعاصر، وباتت متفقا عليها ومعمولا بها بين سكان العالم، علي تعدد دوله وشعوبه، يستوي في ذلك من ينتمون إلي الدول المتقدمة.. أو غيرها من الدول والشعوب الساعية للتقدم. وفي مقدمة هذه الحقائق، تأتي قيمة العمل والعلم في حياة الأمم ومسيرة المجتمعات والشعوب، باعتبارهما من اكثر العوامل اللازمة والضرورية لإحداث طفرة ملموسة، ونقلة نوعية ظاهرة وواضحة في بناء هذه الدول وتقدم ونهضة الشعوب والمجتمعات. وفي تقديري أنه لا مبالغة علي الاطلاق في القول، بأن كل الحضارات الانسانية التي شهدها العالم علي مر العصور، جاءت كنتاج طبيعي وتعبير صادق علي صحة هذه الحقيقة، بما يؤكد الارتباط الشرطي بين التقدم والنهضة للدول والشعوب، وقدرتها علي العمل الجاد والمتواصل لتحقيق ما تطمح إليه، مع إحاطتها وإلمامها المتقدم والواعي بعلوم العصر ومعارفه وهو ما لايتوافر دون تعليم جيد ومتطور. وإذا كنا نسعي الآن بكل الجهد والاصرار لتحقيق طفرة كبيرة في واقعنا الاقتصادي والاجتماعي، وذلك من خلال الانطلاق المتسارع والجاد والمدروس علي طريق الاصلاح الشامل، فإن ذلك يستوجب ادراكا واعيا لحقيقة ان الوسيلة لتحقيق ذلك هي بالعمل والعلم معا،..، وهو ما يتطلب إعادة بناء الانسان المصري المؤهل والقادر علي إنجاز الهدف. والاصلاح الشامل للمواطن يعني في جوهره النهوض بجميع مقومات ومجالات الحياة الانسانية للمواطن، التي تضم في محتواها كل النواحي والانشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية،..، ولا تتوقف عند حدود معالجة الأزمة الاقتصادية فقط. وفي هذا تصبح هناك ضرورة حتمية للبدء الفوري والعاجل لاصلاح منظومة التعليم وترسيخ قيمة العمل الجاد والكفء. »وللحديث بقية»