بعث النبي »صلي الله عليه وسلم« بعشرة مبعوثين للامراء والملوك والقبائل يدعوهم للدخول في الاسلام، فعاد بعضهم ببشري الاستجابة، واخرون بالرفض إلا الحارث بن عمير فقد قتله أمير قيصر الروم في الشام، فغضب النبي [ وجهز جيشاً من 3 آلاف جندي وخرجوا في أول السنة الثامنة من الهجرة متوجهين إلي الشام، وودع النبي[ الجيش قائلا »اغزوا باسم الله، قاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام، وستجدون رجالا في الصوامع معتزلين فلا تتعرضوا لهم، ولا تقتلوا امرأة ولا صغيراً ولا شيخاً، ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناء« وولي النبي [ زيد بن حارثة قيادة الجيش، وقال إن قُتل فيتولي جعفر وإن قُتل فعبدالله بن رواحة، وعندما وصل الجيش لمنطقة »مؤتة« التي دارت فيها المعركة وجد المسلمون أن عدد جنود الاعداء يتجاوز ال 002 ألف ولم يتقهقر المسلمون ولم يخافوا وحاربوا بكل قوتهم وايمانهم ونفذوا ما أمر به النبي [ حتي قُتل قادة الجيش الثلاثة بعد أن استبسلوا حتي اخر قطرة دم، ووجدوا ابن رواحة مقطوع اليدين وبه أكثر من تسعين طعنة، واختار الجنود خالد بن الوليد ليقودهم، وعندما علم النبي[ في مكة قال عنه: »إنه سيف من سيوفك فانصره«. وأمام جحافل جيش الكفار استطاع خالد أن يستخدم تكتيك تغيير تنظيم الجيش فقام بتبديل الميمنة مكان الميسرة وغير مقدمة الجيش، فأوهم العدو ان مددا وصل المسلمين، فدب الرعب في الاعداء فتراجعوا، وتراجع خالد بجيشه بانتظام، ولم يلاحقه العدو وعندما وصل الجيش المدينة، خرج عليهم المسلمون وهم يقولون »يا فرار، فررتم من القتال في سبيل الله«، فقال لهم النبي [ : »ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله«