خريطة توضح الرحلة التى تقطعها مياه النيل حتى الوصول الى السد العالى بدأت مياه فيضان النيل الجديد للسنة المائية 1102/2102 في الورود علي استحياء لبحيرة السد العالي. حيث بلغ الواصل امس من اعالي النيل 35 مليون متر مكعب فقط من المياه مقارنة بما كان يأتي نفس الفترة من الاعوام السابقة والتي كانت تصل في بعض السنوات لما يقارب المليار متر مكعب باعتبار شهر اغسطس واحد من شهور الفيضان الثلاثة »اغسطس - سبتمبر - اكتوبر« التي تمثل ذروة الفيضان علي امتداد موسم شهوره التي تبدأ من يونيو وحتي آخر نوفمبر من كل عام. وفيضان النيل كما يؤكد الدكتور هشام قنديل وزير الموارد المائية والري يأتي من ثلاثة احواض اولها الهضبة الاستوائية التي يسقط عليها الامطار بحجم 035 مليار متر مكعب يفقد منها خلال رحلتها الي اسوان حيث السد العالي 5.79٪ منها ولا يصل سوي 31 مليار متر مكعب. فقط علي مدار العام. ثم حوض بحر الغزال الذي يتعرض لامطار بمقدار 045 مليار متر مكعب تفقد جميعها بنسبة 001٪ في منطقة مستنقعات جنوب السودان ولا يصل للنيل منها شيء. اما الحوض الثالث والأهم فهو حوض الهضبة الاثيوبية التي يسقط عليها امطار قدرها 095 مليار متر مكعب يصل منها لاسوان 17 مليار متر مكعب تمثل الجريان السطحي للنيل علي مدي رحلته الطويلة من النيل الازرق للنيل الرئيسي الي بحيرة السد العالي ونسبة الفاقد من امطار هذا الحوض الهام 88٪ علي الرغم من ان النيل يكتسب 58٪ من ايراده الطبيعي من المياه منها. تاريخ مقاييس النيل ومنذ قدماء المصريين كان الاهتمام بمراقبة نهر النيل يرصدون زيادته ونقصانه حيث دفعهم ذلك الي انشاء مقاييس نظامية للرجوع اليها في موازنة المياه وتوزيعها بين الاقاليم، وجعلوا هذه المقاييس في شمال الوادي من نواحي منف البدرشين حاليا وهليوبوليس. كما اقاموا المقاييس عند الحدود الجنوبية لدولتهم في بلاد النوبة، بالاضافة لانشاء مقياس عند حائط المعابد الخاص بكل مدينة علي النيل وحددوا عليه علامات ليعرف اهل المدينة منسوب النيل في بدايته ونهايته وغطت هذه المقاييس معظم نهر النيل من شماله حتي جنوبه. وفي عهد البطالمة والرومان تم انشاء مقاييس علي النيل في اماكن مختلفة اما عند العرب فقد كان سيدنا يوسف الصديق هو اول من قاس النيل عندما وضع مقياسا بمنف ثم وضعت دلوكة العجوز صاحبة حائط العجوز مقياسين احدهما في انصتاد والاخر في اخميم. وفي عهد الاسلام اول مقياس بني انشأه عبدالعزيز بن مروان بحلوان وكان مقياسا صغيرا. ثم المقياس الاشهر وهو مقياس الروضة الذي يعتبر اقدم المقاييس علي النيل الذي انشيء في العام 117 ميلادية الذي انشأه اسامة بن زيد التنموحي وظل هو المقياس الوحيد الذي كان مستخدما في بضعة القرون الاخيرة. اما في العصر الحديث يستكمل قنديل حديثه حول فيضان النيل ومقاييسه قائلا: عندما تأسست نظارة الاشغال العمومية عام 4681 ميلادية اهتمت بتوزيع المياه واقامة المشروعات واقامة الكثير من المقاييس ومنها مقياس اسوان عام 6681. وفي عام 5091 انشأ التفتيش العام للري المصري بالسودان كثيرا من المقاييس التي غطت النهر بمختلف فروعه من منابعه الي مصبه بأكثر من 052 مقياسا.ويعتبر مقياس الروصيرص علي النيل الازرق من اهم المقاييس لأنه يعطي اول انذار بارتفاع مناسيبه ثم مقياس الديم علي الحدود السودانية الاثيوبية الذي اصبح الآن هو المقياس الرئيسي لاعطاء هذا الانذار. الغرض من مقياس النهر اوضح قنديل ان الغرض من مقاييس النيل هو تسجيل قراءات مع الزمن علي مدار السنة الهيدرولوجية والذي نخرجه من رسم بياني مائي خاص بكل محطة قياس والرسوم البياني لسلسلة من السنوات المتتالية تعطي منحنيات الدوام التي تشير الي احتمالية وقوع حدث ما بالنسبة للمناسيب والخروج بتنبؤ مبدئي ونهائي للفيضان والاستفادة من هذه البيانات في بعض الاغراض الاخري مثل الملاحة والحسابات الكيمائية والاضاءة في المجري المائي وحجم التخزين في البحيرات. وتتعدد انواع هذه المقاييس بين اليدوية والمدرجة والرخامية والعائمة والجنزيرية المرقمة والخطافي بالاضافة للقوارب المجهزة بمعدات متخصصة ذات تقنية عالية تحدد اعماق النهر بدقة وتحسب كميات الفيضان المقبل باتجاه مصر والسودان قبل وصوله الي بحيرة السد العالي. متوسط ايراد الفيضان ويؤكد الدكتور قنديل ان اعلي ايراد طبيعي لنهر النيل كان عام 9781 وبلغ هذا الايراد نحو 151 مليار متر مكعب وكان مدمرا للمناطق حول النهر من مناطق سكني وزراعية. بينما كان اقل ايراد للنهر 24 مليار متر مكعب عام 2491 ومن التقارير الرسمية لوزارة الموارد المائية والري ان متوسط ما يرد للنيل سنويا من الايراد الطبيعي للنهر 48 مليار متر مكعب وان نصيب الفيضان من هذا الايراد حوالي 86 مليار متر مكعب بما يعادل 28٪ من الايراد الطبيعي للنهر في شهور الفيضان اغسطس، سبتمبر، اكتوبر ونوفمبر مضاف اليها 61 مليار متر مكعب خلال الفترة من اول فبراير حتي آخر يوليو التي يطلق عليها خبراء الري موسم التماريق.ويلفت وزير الموارد المائية لقيم تصنيف الفيضان التي يتم بموجبها وضع المواطنات المائية سنويا وتبدأ بالفيضان الشحيح حيث تصل قيمته المائية اقل من 56 مليار متر مكعب. ومنخفض جدا بقيمة مائية من 65 الي 57 مليار متر مكعب.واقل من المتوسط بقيمة مائية من 57 الي 08 مليار متر مكعب.ومتوسط بقيمة مائية من 08 الي 88 مليار متر مكعب. واعلي من المتوسط بقيمة مائية من 88 الي 39 مليار متر مكعب. وفيضان خطير بقيمة مائية اعلي من 21 مليار متر مكعب.