حققت مناسيب المياه "على مقياس الديم" للنيل الأزرق على الحدود الإثيوبية السودانية زيادة غير مسبوقة على مدى الأيام الأخيرة والتى تبشر بفيضان جيد حيث حققت اليوم ارتفاعا بلغ 85،9 سم أضافت نحو 222 مليون متر مكعب للنيل الأزرق. ويواصل مقياس "الديم" ارتفاعه حيث تكون هذه المياه من نصيب النيل الأزرق الذى يعانى حاليا من انخفاض فى منسوبه مسببا تأخر وصول هذه الكميات إلى مصر، خاصة أن السنة المائية فى السودان تنتهى فى شهر يونيو من كل عام بخلاف السنة المائية فى مصر والتى تنتهى فى 31 يوليو من كل عام. وقال المهندس محمد على إبراهيم رئيس قلم المياه بالرى المصرى بالسودان، إن مياه الفيضان تستغرق رحلة مدتها شهرا حتى تصل للسد العالى وتم حساب منسوب النيل المتوقع أمام السد العالى فى 31 حتى الشهر الجارى عند ارتفاع 171 مترا، وهو ما يعنى أن بحيرة السد العالى جاهزة لاستقبال كميات مياه الفيضان الجديد لأكثر من 11 مترا ارتفاعا فى حال إذا ما جاء الفيضان عاليا. وأضاف أن قلم المياه بمسئوليته عن التقارير اليومية للمناسيب وتحليل البيانات وحساب التنبؤات والواصل من الفيضان للسد العالى يستعد حاليا لبدء عمل تنبؤات الفيضان الجديد من أول عشرة أيام فى أغسطس المقبل وكل عشرة أيام على مدى الشهور القادمة سبتمبر وأكتوبر و نوفمبر والتى تمثل ذروة شهور الفيضان. وأشار إلى وجود نخبة من المهندسين الشباب يقومون على أعمال قياس مناسيب المياه على مستوى محطات القياس على امتداد النيل الأزرق والأبيض والرئيسى فى تسعة مواقع ثلاثة منها فى جنوب السودان ومثلها فى السودان الشمالى والثلاثة المتبقية على النيل الرئيسى. وقال المهندس محمد على إبراهيم رئيس قلم المياه بالرى المصرى بالسودان، إن الموقف المائى الحالى يوضح أن الإيراد المائى للعام الذى ينتهى آخر الشهر الحالى يقدر بحوالى 92 مليار متر مكعب وأن قراءات مقياس /الديم/على النيل الأزرق بدأت فى تسجيل ارتفاعاتها اعتبارا من منتصف يونيو هذا العام وذلك بمعدلات تتوافق مع مناسيب العام الماضى. وأكد أن بداية الفيضان بداية جيدة وستشهد مناسيب المياه عند السد العالى ارتفاعا مع دخول شهر أغسطس المقبل معلنة عن وصول مياه الفيضان للسنة المائية الجديدة 2011 /2012. وأوضح أن مياه الفيضان تكون مصادرها البحيرات الاستوائية وحوض بحر الغزال بإيراد مائى 26 مليار متر مكعب سنويا ثم الهضبة الإثيوبية بمقدار 76 مليار متر مكعب فى المتوسط وتقطع مياه الفيضان رحلة طولها 6700 كيلو متر حتى تصل لبحيرة السد العالى. وأكد أن رحلة مياه النيل تخضع لحجم الفيضان فان كانت كميات المياه المتدفقة تزيد عن 112 مليار متر مكعب كان خطيرا و تكون المياه فى هذه الحالة مدمرة على امتداد النيل وأن كان الفيضان عاليا جدا و يتراوح ما بين 93 إلى 112 مليار متر مكعب تكون سريعة المياه هادرة وأقل خطورة. وأوضح أنه فى حالة ما إذا كان الفيضان أعلى من المتوسط ويتراوح بين 88 إلى 93 مليار متر مكعب تكون سريعة جدا وإن كان الفيضان متوسطا بمقدار 80 إلى 88 مليار متر مكعب وتكون الحركة سريعة أيضا. وقال إن الحركة فى التنبؤ بالفيضان تبدأ عندما يكون اقل من المتوسط بمقدار 75 إلى 80 مليار متر مكعب أو منخفض جدا بمقدار 56 إلى 75 مليار متر مكعب أو كان شحيحا بكمية مياه أقل من 65 مليار متر مكعب فتزيد مدة وصول المياه للسد العالى لأكثر من شهر.