سيناء أرض الفيروز وتاريخ مصر القديم والحديث ماذا يحدث بها؟ كل يوم نقرأ خبرا ونسمع عن حادث.. وصل الأمر إلي استخدام أسلحة »الآر بي جي« القتالية في اقتحام أقسام الشرطة. واليوم نقرأ أن الدبابات تنتشر في رفح والشيخ زويد ومعها مدرعات من الجيش والشرطة لإعادة الاستقرار والأمان في هذه المنطقة بعد أن تسبب عدم التواجد الأمني في انتشار العنف الذي تشارك فيه تيارات دينية وسياسية وقبلية بدت فيها هذه المنطقة الاستراتيجية الخطيرة في حالة من الفوضي تهدد الأمن القومي لمصر. تعلمنا في كتب التاريخ ومن متابعة الأحداث أنها كانت الحائط المنيع الذي كان يصد هجمات الأعداء والطامعين في مصر منذ فجر الحضارة المصرية عندما عبر منها الهكسوس إلي مصر ومكثوا حوالي 003 سنة حتي طردهم القائد المصري أحمس باختراع العجلة الحربية واستمرت البوابة الشرقية تصد هجوم التتار والصليبيين ثم الصهيونية حتي يومنا هذا وتناقل التاريخ أسماء الأبطال الحربيين.. وفي كل مرة كانت الفوضي وغياب الأمن هي الجاذب الأول للأعداء في غزو مصر. والآن تتكرر الأحداث ويغيب الأمن وتتناحر التيارات المختلفة ويحدث صدام مع أجهزة الأمن الذي نبهنا له كثيرا من قبل ورغم ذلك مستمر. قبل ثورة يناير كانت هناك تجاوزات من الشرطة وأمن الدولة في حق بعض القبائل من اتهامات بلا دليل وإلقاء القبض علي بعض قيادات العائلات.. ولكن الآن وبعد حل أمن الدولة وبعدما أصاب الشرطة من بعض الضعف وقلة العدد انقلب الحال وأصبحت مراكز الشرطة ورجالها مهددين في كل وقت لمن يهجم عليهم أو يطلق عليهم النار.. وبالفعل كان لابد من وقفة حاسمة والحمد لله أنها لم تتوقف أكثر من ذلك وانتشرت الدبابات والمدرعات من الجيش والشرطة. ولكن القوة والحسم والردع لا يمكن أن تكون حلا نهائيا لما يحدث في سيناء.. الحل الذي تعلمه الحكومة جيدا ويتردد طوال أكثر من ثلاثين عاما ومنذ انتصار مصر في حرب أكتوبر أن التنمية البشرية والاقتصادية في سيناء هي الحل ليس فقط في المنتجعات السياحية في شرم الشيخ وجنوب سيناء أو المصايف في العريش وشمالها ولكن بدفع المشروعات الزراعية والصناعية والتعدينية في شبه جزيرة سيناء ككل.. لقد أعلنت الحكومة عن إنشاء الهيئة العليا لتنمية سيناء أو عن إنشاء وزارة تكون مهمتها حل تنمية سيناء وحل مشاكلها ومشاكل مواطنيها. ولكن كل هذا يتم بنوع من البطء والتباطؤ الذي لا أعلم سببه طوال هذه السنوات قبل وبعد ثورة يناير. أضم صوتي للزميل العزيز مصطفي بلال مدير تحرير الأخبار الذي يكتب منذ سنوات أسبوعيا يدعو إلي تكثيف الجهد والعمل من أجل سيناء.