نقطتان مضيئتان في حركة المحافظين الأخيرة، تعيين المثقف، والمناضل الدكتور عزازي علي عزازي محافظا للشرقية، وسمير مرقص نائبا لمحافظ القاهرة، الأول إنسان لم يتبدل ولم يتحول، من الصحفيين الذين تعتز بهم المهنة، أما سمير فمن الشخصيات الوطنية التي تحظي باحترام الجميع، من حسنات هذا الاختيار الشخصان أنفسهما. بما لديهما من تكوين وتاريخ وحضور، ومن الأمور التي يمكن أن تؤخذ عليه أنه لم يتم وفقا لرؤية شاملة. حركة محافظين بعد ثورة يناير كانت تقتضي اختيار كفاءات شابة مثل عزازي وسمير، ولكن جاءت الحركة تقليدية، لواءات أحيلوا إلي المعاش، يبدو منصب المحافظ كمكافأة نهاية خدمة، أما المحافظ الأبهي عادل لبيب فلو أن هناك مسارا صحيحا لأصبح الآن وزيرا يتولي أحد الحقائب المهمة التي تحتاج إلي ضبط. لقد أثبت الرجل كفاءته وقدرته علي مواجهة الفساد أيا كان حجمه، خاصة في الإسكندرية، كنت أتمني أن يحل في قنا وجه جديد جريء من الشباب، عادل لبيب مكسب ولكني تمنيت ألا يكون في نفس الموقع، لو ان للوزارة رؤية جديدة لطبقت نظام الانتخاب في الاختيار، كانت خطوة هائلة ندخل بها عصر المتغيرات الكبري التي من المفروض أن تترتب علي الثورة، لكن النتيجة تقول انه لا جديد تحت الشمس، اللواءات المتقاعدون، البحث عن قبطي لسد خانة الأقباط بدلا من البحث عن الكفاءات التي لا دخل للدين أو أي اعتبار فيها، ان اختيار قبطي لأنه قبطي فيه فهم مغلوط للعلاقة التي يجب أن تكون قائمة بشكل طبيعي، أن يتأسس الاختيار علي الكفاءة وبالتالي يمكن أن يجيء عشرة أقباط أو خمسة، ولكن الاصرار علي هذا المنهج يؤكد مبدأ الكوتة الطائفية والمحاصصة، وهذا يفتح بابا خطيرا في المستقبل خاصة مع تصاعد التوتر الطائفي وقوة التيارات الدينية، إسلامية أو قبطية، مرحبا بسمير مرقص المفكر والمثقف، كان توليه وزارة من الوزارات القريبة من اهتماماته سيكون منطقيا، ولكن سمير مرقص في موقع نائب محافظ القاهرة يبدو غريبا مع انني أول من يتمني له النجاح في أي مكان! جمال الغيطاني