شهر فضيل نعيش أيامه الآن، وتزداد فيه عقوبة الذنوب والآثام.. واليوم انقضي نصفه بيسر غالبا وأحيانا بأمان، فهل كففنا عن الكذب والاضلال والبهتان، أشك.. بل أجزم بلا.. والدليل برامج الإعلام والإعلان. 51 يوما مرت من رمضان وأنا أراقب كل ما يقدم للناس عبر الفضائيات والقنوات الأرضية من مسلسلات واعلانات وبرامج.. والآن أقول إن نصفها تافه، وباقيها دجل واستحلال للحرام، اللهم إلا نزر يسير ممن حالفهم هذا العام الصدق والإيمان.. ودعوني أدخل إلي الموضوع دون لجاجة أو مقدمة مستطردة مملة.. فحسنا فعل يحيي الفخراني بكرتونه حول قصص الحيوان في القرآن، والتي جمعت حولها الصبية والنسوة والعجائز والفتيان، فاستعاضوا بها عن قراءة آلاف الصفحات في كتب التفسير والحديث والسير والتاريخ والعلوم، ووجد فيها الكل ضالته المسلم والمسيحي واللاديني عله يدرك عظمة الخالق الحنان المنان فيدرك بعض ما فاته. إنه عمل فني كارتوني فاق في معناه ومضمونه كل الأعمال الدرامية الأخري. أما مسلسل عابد كرمان - وبأداء غير مقنع للبطل - فهو شهادة فخر لتاريخ أمة حاولت دائما التصدي لأعدائها فنجحت في كثير من الأحيان، وإن أخفقت فالسبب كان في المخفقين، وليس في الأمة.. إن كل ما في المسلسل يقدم لنا ببساطة شديدة دروسا عديدة في الوطنية والنجاح المصري والعربي، وهذا النجاح في التعامل مع اليهود أحد أهم هذه الدروس التي نخرج بها من هذا العمل الفني الذي لن أتحدث عن فنياته من إخراج وإضاءة وديكور وأداء ممثلين وموسيقي، فهذا كله له زملائي المتخصصون فيه.. أما هذا العمل ومثله أو أقل منه خلال رمضان ولياليه المباركة فله كل تحية وإجلال ونرفع له كل القبعات الكثيرة والتي سنطرحها أرضا وتطأها الأقدام والنعال عندما نتحدث عن مسلسلات وبرامج أخري تعرض طوال نهار وليل رمضان المبارك فتحرم الناس النوم والعمل والعبادة أي تحرمهم من خيري الدنيا والآخرة، فماذا بقي لهم ؟- اللهم لا شماتة - المسلسلات والبرامج الهايفة.! وفعلا بماذا أصف ما أشاهد يوميا ومنها برنامج الدعاية »الخالص مالص« لتركيا والذي لا أعرف كم يساوي من مال في عرف برامج الدعاية والإعلان حتي الآن؟ وكم دفع فيه من قبل سيادة الحكومة التركية الموقرة التي تتخاصم مع إسرائيل بالنهار وتصالحها بالليل.. وإذا كانت مصر تُشْتَمُ وتُسب وتُذكر سوءاتها كل يوم في هذا البرنامج بطريق مباشر أو غير مباشر ثم يقدم علي أنه تسلية رمضانية لأهلها فهذه بجاحة وفظاعة لا مهرب منها إلا إلي الشعب الصبور الوفي الذي يحصل مقدم البرنامج علي أجره العالي جدا من أموال الاعلانات التي يضحك بها عليه وتروج من خلاله البضاعة البايرة.. ان هذا البرنامج.. لو كان مستر »جوبلز« حيا لقدر ثمن الحلقة من هذا البرنامج الدعائي ب02 أو 03 مليون دولار.. ويا الله ما هو كل مكسب للفضائيات بس -للاسف الشديد- علي حساب مصر. أما عن »الست كوم« و»الست غم« فحدث ولا حرج فهناك مسلسل يقدم يوميا من رجل حوله 6 نسوان وبعض الكومبارس من الرجال ليحكي لنا عن معاناة زوج مع حماته الهبلة التي مسكوها طبلة وتريد أن تقترض منه مبلغا كبيرا من المال لكي تجري جراحة تجميل في وجهها، وتبرر العجوز الشمطاء في المسلسل هذا التصرف بأنها تبحث عن عريس غني ومليونير سوف يتزوجها بعد أن تصبح جميلة بفضل الجراحة ووقتها سترد له ما أخذته منه أضعافا مضاعفة. إن هؤلاء المشاركين في هذا العمل منذ سنوات لا يقدمون لمصر شيئا علي الإطلاق.. بل يضرونها في أخلاقها ومع هذا يحصلون علي أموال الاعلانات التي يجب أن تذهب كلها لصالح العاملين المصريين في التليفزيون وفي غيره من قطاعات الدولة الأخري.. يا سادة أموال البسطاء التي تقدم بهبل وسخاء لكل مدعي الفن في المسلسلات البرامج التوك شو شديدة السذاجة والسطحية يجب أن تتوقف أو توجه لعلاج مصابي الثورة.. أو اطعام الجائعين.. مش كده.. ولا إيه..