خاض محمد [ في السنة السادسة من الهجرة، معركة سياسية وليست حربية، عندما شد الرحال هو والمسلمون من المدينة لأداء العمرة، وكانوا ألفاً وخمسمائة، واستشاط كفار قريش غضباً، وقالوا لن يدخلها المسلمون غصباً، وأرسلوا سهيل بن عمرو ليطلب الصلح مع النبي [ فوافق، وكانت كل شروط هذا الصلح- في ظاهرها- مجحفة للإسلام والمسلمين، فقد كان ضمن بنودها أن يرجع المسلمون إلي المدينة، ولا يؤدون العمرة هذا العام علي أن يرجعوا العام القادم، وألا يكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم، ويكتفوا بكتابة »باسمك اللهم«، ولا يكتبوا محمد رسول الله [، ويكتب محمد بن عبدالله، وإذا أتي كافر ليدخل الإسلام أعاده المسلمون، وإذا حدث العكس قبله الكافرون، وأن يسري هذا الصلح عشر سنين. ورفض علي بن أبي طالب الذي كان يكتب صيغة الصلح أن يشطب جملة »رسول الله [« المقترنة باسم محمد [، وشطبها النبي [ بنفسه، وغضب عمر بن الخطاب من هذه الشروط غيرة علي الإسلام، ونزلت سورة الفتح ليطمئن المسلمون وقال فيها تعالي »إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً، وينصرك الله نصراً عزيزاً« والمقصود بالفتح هو صلح الحديبية. وكان من نتائجه أن زاد عدد المسلمين من 3 آلاف إلي 01 آلاف، ودخل المسلمون مكة دون إراقة قطرة دم.