غادرت العشرات من ناقلات الجند المدرعة أمس مدينة حماة بعد حملة عسكرية استمرت نحو عشرة أيام وتسببت في زيادة الضغط الدولي علي النظام السوري، ورفع بعض الجنود إشارة النصر ورددوا شعارات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، وقال ضابط بالجيش لمجموعة من الصحفيين أثناء زيارة للمدينة نظمتها السلطات السورية لهم "انهينا عملية حساسة قضينا خلالها علي مخابئ الارهابيين". وأوضح أن الجيش خرج بشكل نهائي من حماة ليعود إلي ثكناته بعد ان نفذ مهمته. يأتي ذلك في الوقت الذي اقتحمت فيه أعداد "هائلة" من عناصر الجيش السوري ثلاث مدن بريف دمشق وقطعت الاتصالات عنها بشكل كامل، فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلي سماع دوي اطلاق نار وإجراء "حملة مداهمات للبيوت واعتقالات" فيها. كما نقلت وكالة الاسوشيتد برس عن احد الناشطين قوله: إن القوات السورية سيطرت علي مدينة دير الزور التي سمع بها دوي انفجارات واطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة. وقال شهود: إن دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها سيارات امنية ترفع رشاشات ثقيلة تنتشر في شوارع المدينة التي تشهد حملة "اعتقالات واسعة". وأشار المرصد في وقت سابق إلي مقتل 34 شخصا امس الاول في مدن سورية مختلفة بينهم 17 شخصا في دير الزور. في غضون ذلك، اقتحمت دبابات سورية وعشر حافلات كبيرة محملة بالجنود وعربة مصفحة بلدة تفتناز الواقعة علي بعد 30 كيلومترا عن الحدود مع تركيا أمس، في حين شهدت مدينة سرمين القريبة من الحدود عملية عسكرية وأمنية واسعة ادت إلي مقتل امرأة واصابة آخرين. في حين، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الدولة السورية بتصويب السلاح نحو شعبها، مشيرا إلي أن تركيا وجهت رسالة واضحة إلي سوريا بالكف عن إراقة الدماء. واضاف أن مبعوث تركيا إلي سوريا زار حماة. واعرب عن امله في اتخاذ دمشق خطوات للاصلاح خلال 10 أو 15 يوما. يأتي ذلك بعد يوم من دعوة أنقرة الرئيس السوري بشار الاسد إلي الكف عن قتل المدنيين خلال زيارة لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلي دمشق. من جانبها، اتخذت القوات المسلحة التركية تدابير أمنية مشددة علي طول الشريط الحدودي التركي - السوري وأوضحت صحيفة (صباح) التركية أن وحدات تركية بدأت تدريبات خاصة للتعامل مع موجة تدفق محتمل لسوريين. وأكدت معلومات رئاسة الأركان أن هناك انفصاليين منتشرين قرب الحدود في سوريا. كما أكد تقرير مخابراتي تركي ان 1500 انفصالي من أصل سوري يجتمعون بمعسكر بشمال العراق وأن رئيس ما يسمي ب "قوة الدفاع الشعبي" أعطي أوامر بالقيام بعمليات ارهابية دموية في تركيا. وذكرت شبكة( ان تي في ) التركية أمس أنها تلقت أنباء عن أن قوات الامن التركية تستجوب سبعة جواسيس سوريين اعتقلوا في مخيمات اللاجئين السوريين وأن لهم ارتباطات مع المخابرات السورية وتسللوا إلي المخيمات لجمع معلومات عن اللاجئين السوريين وإثارة الشغب فيها. علي صعيد اخر، اعلنت وزارة الخارجية الامريكية الثلاثاء ان واشنطن تجري مفاوضات مع شركائها من اجل "تشديد" العقوبات المفروضة علي نظام الاسد بسبب قمعه "المقزز والمقيت" للمتظاهرين. وقال ان "الادانة السياسية تتزايد" واعتبرت ان سوريا لم تغتنم فرصة اليد الممدودة التي عرضتها عليها الولاياتالمتحدة لدي تولي الرئيس باراك اوباما مقاليد الحكم في 2009. وقد تظاهر أكثر من ألفي كويتي مساء أمس الأول أمام سفارة سوريا مطالبين بطرد السفير السوري و"تجميد" العلاقات احتجاجا علي القمع في سوريا. وتجري مداولات في مجلس الأمن الدولي حول مشروع قرار يدين القمع في سوريا، في حين التقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس وفدا من مجموعة ايبا (التي تضم دول البرازيل والهند وجنوب إفريقيا التي تحظي بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن) وأكد لهم تصميم بلاده علي إجراء حوار وطني والقيام بإصلاحات.