قصفت الدبابات السورية مدينة حماة لليوم الثاني علي التوالي رغم تصاعد ردود الافعال الدولية الغربية المنددة بالأحداث التي شهدتها سوريا أمس الاول ووصفها ب »المجزرة". في حين، دعت لجان التنسيق المحلية التي تساهم في توثيق وتنظيم المظاهرات في سوريا المواطنين للنزول إلي الشوارع وبدء اضراب عام احتجاجا علي عمليات القتل محذرة السوريين من انهم سيعيشون كعبيد لعقود قادمة إذا لم يحرروا انفسهم الآن. وقال شهود إن اربعة مدنيين علي الأقل قتلوا بشمال شرق حماة خلال قصف للدبابات السورية، في حين أوضح ناشطون إن مدنيين اثنين قتلا أمس بعد اصابتهما في الرأس بنيران رجال الأمن أثناء حملة مداهمات في المدينة التي شهدت اطلاق نار متقطع خلال ليل الأحد. ويأتي ذلك بعد يوم من أكثر الأيام دموية في سوريا منذ بدء الاحتجاجات في مارس الماضي سقط فيه بحسب تقديرات الناشطين نحو 731 بعد اقتحام الجيش السوري وقوات موالية للنظام عدة مدن سورية. ونفت صحيفة الوطن السورية الصادرة أمس ان يكون الجيش السوري قد دخل إلي حماة وقالت انه طوق مداخل المدينة فقط. كما ذكرت وكالة (سانا) السورية أن 8 من افراد الشرطة قتلوا خلال مواجهة مع مجموعات ارهابية مسلحة في حماة. في غضون ذلك، قال شهود إن دبابات الجيش السوري اقتحمت أمس مدينة البوكمال الحدودية مع العراق واطلقت النار بشكل عشوائي، واوضح أحدهم أن الجيش قام بإحراق متاجر وسيارات بالمدينة. كما قال ناشطون إن اطلاق نار كثيف وقع خلال ليل الأحد في مدينة دير الزور بشرق البلاد التي قال ناشطون إن 91 شخصا قتلوا فيها أمس الأول، بينما قالت وكالة (سانا) أن ثلاثة من عناصر القوات السورية قتلوا فيها برصاص مسلحين. وأوضح الناشطون أن الأهالي احرقوا 42 ناقلة جند تابعة للجيش السوري لمنعها من التوجه إلي دير الزور وانه تم قطع الطريق الدولي الرابط بين حلب ودمشق من عدة مناطق. واشار الناشطون إلي أن مدينة المعضمية التي اقتحمها الجيش الأحد شهدت حملة مداهمات، وتجاوز عدد المعتقلين فيها 053 شخصا. وأشاروا إلي أن الشباب المعتقلين تعرضوا للتعذيب الشديد وان الكثير من شباب المدينة فروا منها خوفا من الاعتقال. وقال الناشطون إن عددا من الأشخاص قتلوا وأصيبوا في مظاهرات خرجت في عدة مدن سورية لنصرة مدينة حماة ودير الزور والمدن المحاصرة من القوات السورية، في عدة مدن سورية. وفي حمص تعرض محتجون لاطلاق نار كثيف بعد خروجهم في مظاهرات بعد صلاة التراويح وقطعت الاتصالات عن عدة أحياء. وقال ناشطون إن حمص -التي تشهد اضرابا تاما في السوق تضامنا مع حماة- خاضعة لحصار كامل وإن مدينة الكسوة شهدت حملة اعتقالات تضمنت أكثر من 003 شخص. واضافوا ان الاتصالات والكهرباء انقطعت بشكل كامل عن المدينة. واتهم الاخوان المسلمون"الصفوة العلوية" بشن حرب طائفية علي السنة بهجوم حماة. وذكرت وكالة الاسوشيتد برس أن الجيش لديه مصلحة واضحة في حماية النظام لأن عناصره تخشي عمليات الانتقام والاضطهاد في حال سيطرت الغالبية السنية علي البلاد. في حين قالت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية انه في حال ضمان سلامة العلويين ربما يبدأ قادتهم في سحب مساندتهم لعائلة الأسد واضافت ان اشارة من جانبهم يمكن ان تقنع قادة الجيش العلويين ذووي النفوذ بالانشقاق والتأثير علي ضباط آخرين. في تطور آخر، هنأ الرئيس السوري بشار الأسد الجيش السوري "الوطني" بمناسبة الذكري السادسة والستين لتأسيسه وثمن الأسد دور الجيش واعرب عن ثقته في قدرة الشعب السوري علي تخطي ما وصفه "بالفصل الجديد من المؤامرة" التي تهدف إلي بذر الصراع الطائفي.