في مثل هذا اليوم التاسع والعشرين من يونيو 2013، كانت مصر قد حزمت أمرها وقررت استعادة نفسها وحريتها، والتخلص من أسر وتسلط حكم المرشد وجماعة الإفك والضلال، التي كانت قد قبضت علي رقبة البلاد والعباد وأخذت في الدفع بهم إلي غياهب التاريخ وظلمات الجهل والاضمحلال. وفي مثل الغد الثلاثين من يونيو منذ خمس سنوات، كان خروج الملايين من ابناء مصر بطول البلاد وعرضها، في ثورة شعبية جارفة وغير مسبوقة في تاريخ الأمم والشعوب، للتعبير بإرادتهم الحرة عن رفضهم القاطع لاستمرار عصبة الارهاب في حكم البلاد والسيطرة علي مقاليد الامور بها. كان خروج الملايين في هذا اليوم المشهود من عام 2013، هو الوسيلة السلمية الوحيدة المتاحة أمام الشعب لاستعادة الوطن من خاطفيه، وإنقاذ الدولة من الضياع بعد أن كادت أن تفقد كيانها وهويتها، ونتحول علي أيدي الجماعة ومرشدها إلي دولة فاشلة، لولا رحمة الله بها وبنا. وفي مثل هذا اليوم منذ خمس سنوات شهد العالم كله، الانحياز الطبيعي والتلقائي لجيش مصر البطل لثورة الشعب، وإعلانه القوي بحمايتها والدفاع عنها وتحقيق أهدافها، في الحرية والديمقراطية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية، تحت مظلة الدولة المدنية الحديثة الملتزمة بالمساواة وحقوق الانسان وسيادة القانون. وإذا كنا اليوم نسعي بكل الاصرار لتحقيق طموحاتنا المشروعة في دولة مدنية حديثة وقوية، في ظل حركة متسارعة للتنمية الشاملة، علي كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تقوم اساسا علي بناء الانسان، فعلينا الا ننسي ان ذلك ما كان يمكن ان يري النور لولا ثورة الثلاثين من يونيو، التي انقذت البلاد من المصير المجهول الذي كانت تسوقها اليه جماعة الافك والضلال والارهاب.