انزعجت جداً عندما علمت أن جزءاً من ثوار التحرير أزمعوا علي شد رحالهم إلي وزارة الدفاع رغم أنه لم يكن يوجد مبرر لذلك، ووقتها تخيلت أن تلك الحركة الرعناء قد تتخذ ذريعة من المجلس العسكري لاستخدام القوة مع الثوار، إلا أن عمي العقيد ضياء الدين أوضح لي أن الجيش المصري أنقي وأطهر من أن يتخذ ذريعة للاعتداء علي الثوار، لأنه ببساطة لو أراد ذلك لفعله دون رقيب منذ أول أيام الثورة، ولكن الجيش اختار الشعب وثورته علي النظام القديم، وهو في كل حال يستحق الدخول في موسوعة جينيس أو استحداث فرع لجائزة نوبل لمرة واحدة يحصل عليها الجيش المصري حصرياً لضبط النفس طوال الفترة الماضية.. ثم تابع حديثه قائلا: إن هذا الشباب القابع الآن في الميدان لا يدرك كم يعاني جيش مصر العظيم من أجله، وكم يعاني رجاله في حياتهم العسكرية الصعبة وتدريباتهم الشاقة لتظل مصر بأمان، لا يدرك أن هذا الجيش أسهم كثيراً - ولا يزال - في إنشاء المشروعات التنموية والخدمية، وأمد الشعب بما تنتجه مزارعه من خيرات بأسعار بخسه، ولاتزال شوادره تملأ المحافظات، فهل يستوعب شباب التحرير ذلك؟ أشك، لأنهم لو أحسنوا الظن بجيشهم لأحسنوا العمل من أجل استقرار بلدهم. عبدالهادي عباس [email protected]