كتب عبد الرحمن عبد الحليم : أكد د.عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن البعض يحاول إلصاق الإرهاب والتشدد بالإسلام علي الرغم من يسره وسهولته ورحمته التي تملأ العالم بأسره، مصداقا لقول الحق سبحانه وتعالي: »وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وأن من يرتكب الجريمة الإرهابية التي تحدث الفزع أكذب ما يكونون علي الله (عز وجل)، وهم مستأجرون لإرباك المسلمين وإرهابهم بالقتل والترهيب، داعيا إلي التمسك بالمشروع الوطني والدولة الوطنية، فهي من أهم دعائم استقرار الوطن وازدهار التنمية فيه. جاء ذلك خلال كلمته بملتقي الفكر الإسلامي بمسجد الحسين الذي عقد لليوم الثاني علي التوالي بعنوان »مخاطر الإرهاب وسبل مواجهته» بحضور سليمان وهدان وكيل مجلس النواب ود. أحمد عجيبة أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية، والشيخ محمد خشبة وكيل مديرية أوقاف القاهرة، ود. محمد عزت منسق الملتقي، ولفيف من شباب الدعاة بالوزارة، وجمع غفير من المشاهدين، وشدد علي ضرورة الالتفاف حول القيادة السياسية الرشيدة وجيشنا العظيم، والشرطة المصرية الوطنية، وتضافر الجهود لدحض قوي الإرهاب والشر، والعمل بحسم علي تخليص المجتمع من سمومهم، وشرورهم، وآثامهم، وجرائمهم الفكرية والأخلاقية والمجتمعية، فلا مجال للمداهنة في هذا الوقت. كما أكد النجار علي أن الدم الإنساني محرم المساس به سواء كان مسلما أو غير مسلم، فلابد من تصحيح المفاهيم وأن يكون هناك حوار علمي. وقال عضو البحوث الإسلامية: أفتخر بما أنجزته وزارة الأوقاف والأزهر الشريف في مكافحة التطرف. وتحدث النجار عن الذين يشوهون صورة مصر بالخارج، قائلاً: »هؤلاء المجرمون الهاربون الذين يتحدثون عن مصر بأسلوب قميء، حديثهم يدل علي أنهم ليس لديهم ذرة من أدب وأخلاق». وأوضح أن المحافظة علي الدولة أهم من أي أمر آخر، متابعًا: »الالتفاف حول الوطني واجب، والمحافظة علي الوطن هدف يجب أن نسعي إليه وألا نفرط في مقومات هذا البلد». واستطرد: »فكرة الخلافة الإسلامية كلام حق يراد به باطل، ومشروع لتنظيمات هلامية».. مضيفًا أن من حق أي إنسان مستهدف من الإرهاب أن يتخذ التدابير من أجل مواجهة هذا الخطر، ولابد من مواجهة هذا الخطر بالفكر والتدابير القتالية جنبًا إلي جنب. في نهاية كلمته أشاد النجار بوزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة قائلا: فقد أتاح هذا الرجل للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في ليالي الشهر الكريم متابعة الدروس الدينية وإحياء تلك الليالي المباركة بحلقات العلم لتقديم صورة الدين الإسلامي الصحيح بوسطيته واعتداله، وتفنيد تلك الأفكار الهدامة التي شوهت صورة الإسلام والوجه الحضاري لديننا السمح علي أيدي الجماعات المتطرفة، في أكثر من سبعمائة ملتقي يومي طوال الشهر الكريم، إضافة إلي موفدي الأوقاف ومعاريها من أئمتها وقرائها وعلمائها إلي مختلف دول العالم، مثمنًا دور وزير الأوقاف، فقد بذل شوطًا كبيرًا في تصحيح تلك المفاهيم الخاطئة عن طريق الإصدارات التي تم نشرها بمعرفة الوزارة، والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية، والتي أسهمت في تصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة. ومن جانبه قال د. سليمان وهدان وكيل مجلس النواب: إن ظاهرة الإرهاب من ضمن حروب الجيل الرابع، وتعتمد علي تمزيق المجتمع ونشر التعصب، فضلاً عن تضليل الشباب لتمزيق المجتمعات. وأضاف خلال كلمته قائلا : بعد ثورة 30 يونيو حرقت الكنائس وتم التعدي علي الممتلكات العامة والخاصة، وذلك ليفقد المجتمع التماسك والشهامة، لكن الشعب المصري بأصالته وقيمه واجه تلك الظاهرة». وتابع: » ما يحدث في سيناء تتبناه دول لإسقاط مصر، ولن يحدث هذا إن شاء الله، فمصر منارة العلم والفكر بأزهرها الشريف.. وسنطهر سيناء من الإرهاب، كما طهرناها من اليهود». وأوضح أن العملية الشاملة في سيناء أسفرت عن تصفية أشخاص من جنسيات عربية وأجنبية، وأحبطت مخططاتهم ونحن نعلم جيدًا ما يخططون للمنطقة، ولكن مصر عصية عليهم. كما أشاد وهدان بالدور المهم والفاصل الذي تخوضه وزارة الأوقاف في هذه المرحلة من عمر البلاد، مشيرًا إلي أنه تم توصيف العمل الإرهابي بأنه كل عمل يروع الآمنين، وانطلاقا من عالمية هذه المشكلة التي يعاني منها العالم كله أخذ مجلس النواب علي عاتقه تقديم قانون يحارب تلك الظاهرة، فتم تغليظ العقوبة لمواجهة هذه الجريمة، ودعا إلي تعاون الجميع في حماية النشء والشباب من استقطاب الجماعات الإرهابية التي تبث سمومها وأفكارها الإرهابية في المجتمع وبخاصة الشباب، مع العمل علي تنمية ثقافة قبول الآخر. وفي ختام كلمته ثمن وكيل مجلس النواب دور القوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة المصرية في الحرب علي الإرهاب الغاشم.