لماذا تحولت جمعة لم الشمل الي جمعة تفريق الشمل ولماذا المغالاة في الشقاق السياسي بين قوي الثورة ان كانت اسلامية او ليبرالية. كان من الواضح وكرد فعل لاحداث العباسية ودعاوي الدستور اولا والمواد فوق الدستورية التي لا تتم الا في الدول المستقرة ديمقراطيا وسياسيا.. كان من الواضح والمعلن في دعوات القوي الاسلامية لهذه الجمعة انها ستكون جمعة لاستعراض القوة لكافة القوي الاسلامية من أخوان مسلمين وسلفيين وجماعات اسلامية.. جمعة تعكس حجم تواجدهم في الشارع المصري حتي ولو كان ذلك غير حقيقي. وكان من المفروض علي قوي الثورة والتحالفات والاحزاب ان تبتعد عن النقاش وتعطي الفرصة للتآلف خلال شهر رمضان بعد رفع الاعتصامات وازالة الخيام واعادة ميدان التحرير الي طبيعته واعطاء فرصة للحكماء في تقريب وجهات النظر بين مطالب الثورة والاتفاق علي تجاوز كل الخلافات حتي لا تظهر اعظم ثورة في القرن الحالي علي مستوي العالم بصورة مهتزة أمام الشعوب التي تسعي للاقتداء بالثورة المصرية. تعالوا جميعا نتفق علي كلمة سواء.. وان نضع امام أعيننا مصر اولا.. وان نعيد عجلة الانتاج الي دورانها والحياة الي ما كانت عليه قبل الثورة وان يسود الامن والأمان الشارع المصري ويتم القضاء نهائيا علي البلطجة ومحاسبة من يدعون لها.. ولا يمكن لنا تقنين الخطأ مهما كان صغيرا أو كبيرا اذا كنا نرغب فعلا في تجاوز الازمة الحالية.. علينا ان نلتف جميعا خلف المجلس العسكري لتنفيذ مطالب الثورة والاسراع بمدنية الدولة واعادة الامور الي نصابها وان يتم تطهير البلاد من المفسدين سياسيا واقتصاديا دون تأليب قوي الشعب بعضها علي بعض.