ميت الحارون احدي القري في مركز زفتي بالغربية لا يكاد فيها صغير أو كبير من ابنائها الا امتهن مهنة غير تقليدية استهوتهم جميعا وهي اعادة استخدام الكاوتش وتحويله إلي منتجات عدة تدر عليهم دخلا يغنيهم مذلة السؤال وتلبي متطلباتهم واحتياجاتهم بدلا من البحث عن فرصة عمل خارج حدود قريتهم او الجلوس علي المقاهي يندبون حظهم وبعد أن ذاعت شهرتها انتقلت تلك المهنة إلي القري المجاورة وبطول طريق القرية تنتشر ورش تقطيع الكاوتش والجميع يعمل حتي حملة المؤهلات العليا الذين لم يقفوا عند البحث عن وظيفة تناسب شهاداتهم التعليمية. يقول علي محمد الكومي صاحب ورشة لتقطيع الكاوتش ويعمل لديه عدد من ابناء القرية انه يشتري الكاوتش من ورش الميكانيكا والشركات وعمله يقتصر علي تقطيع الكاوتش إلي عدة اجزاء منها ما يتم صنعه كا »طاقية» لدعم الكاوتشات المستعملة وزيادة عمرها الافتراضي وهو باطن الكاوتش اما الجزء الجانبي فيتم تقطيعه وبيعه لمصانع معينة في منطقة العاشر من رمضان وبدر والاسماعيلية والقطامية التي تقوم بطحنه وتحويله إلي بودرة يختلف استخدامها حسب سمكها فهناك بودرة من 1 إلي 2 ملم يتم استخدامها في صناعة دواسات السيارات وجزء منها يدخل في صناعة السجاد وهناك بودرة سمكها من 5 ملم إلي 1 سم تستخدم في صناعة النجيل الصناعي. واضاف أن بواقي الكاوتش يتم تجزئته لقطع صغيرة ويباع لمصانع الاسمنت والحديد والصلب ليتم استخدامه كوقود بديل ولكن الان انخفضت عملية استخدامه واصبحت المصانع تستخدم الفحم. واشار إلي أن الاسلاك الموجودة بالكاوتش يتم اعادة تدويرها واستخدامها كأربطة للحديد المسلح عن طريق اجهزة مخصصة لاستخراج السلك بسهولة وأكد أن هذه المهنة تدر عليه وعلي العاملين بها دخلا ماديا لا بأس به. وقال طارق محمد عامل بإحدي الورش أنه كبر وتربي علي تلك المهنة ولم يجد أمامه سواها رغم انها صعبة وتعرضنا للخطر خاصة اننا نتعامل بإيدينا وليست بالاجهزة الآلية واضاف انه قام بتشغيل ابنه مثلما بدأ في حياته من اجل ان يتعلم صنعة لنفسه واوضح ان يوميته تختلف حسب الانتاجية فعلي سبيل المثال صناعة مقاطف أو تقطيع اعداد معينة من الكاوتش يحصل في مقابلها علي اليومية وهي تبدأ من 50 جنيه إلي 100 جنيه. وقال علي أحمد عامل بأن المهنة شاقة للغاية وتحتاج إلي تركيز ومجهود بدني شاق ولكن لا يوجد مهنة غيرها موضحا أنه متخصص في صنع المقاطف فبعد تقطيع الكاوتش بشكل دائري يقوم بإعادة تشكيله يدويا ويتم بيعه للفلاحين بالوجهين البحري والقبلي.