غدا جمعة مليونية جديدة.. اطلق عليها اسماء كثيرة نظرا للاختلاف بين قوي وائتلافات الثورة في ميدان التحرير.. فهي جمعة عزل الحكومة التي دعت اليها الجبهة الحرة للتغيير السلمي وجمعة الوحدة التي دعت ائتلافاتها الي رفض الانقسام بين القوي السياسية والجماعات الموجودة في الميدان. وجمعة العزة والكرامة التي دعا اليها شباب الحزب الناصري للتأكيد علي مطالب الثورة واحياء ذكري ثورة 32 يوليو بينما دعا السلفيون والجماعات الاسلامية الي جمعة الاستقرار للمطالبة باجراء الانتخابات البرلمانية أولا والتصدي بقوة للتيارات الفوضوية التي تهدف الي زعزعة الاستقرار في البلاد من أجل مصالح خاصة. الجمعة المليونية كثرت وتعددت وخرجت عن بعض اهداف ثورة 52 يناير للحرية والديمقراطية والكرامة ومحاربة الفساد ومحاكمة المفسدين وتحول البعض منها من الاهداف النبيلة التي نالت اعجاب العالم الي الانتقام ومحاكمات الغدر وحجب بعض القوي السياسية عن المشاركة في الحياة السياسية وفرض اسماء معينة في تشكيل حكومة د. عصام شرف بل المطالبة باقالته وظهرت قوي سياسية من الثوار في ميدان روكسي تؤيد المجلس الأعلي للقوات المسلحة في حكم البلاد.. وتطالب بالتمسك باستفتاء الشعب والتمسك برأي الاغلبية التي أعلن عنها الاستفتاء وفض المظاهرات التي تعطل الانتاج وتؤثر علي توفير لقمة العيش للاسرة المصرية البسيطة.. وقد أدي هذا الانقسام بين قوي وائتلافات الثورة الي التخبط في حكومة شرف التي لم تعط لها فرصة للعمل والانتاج بسبب قوي الضغط المستمرة في ميدان التحرير ومحاولة تطلب البعض الي تشكيل التعديل الوزاري ورفض بعض الوزراء القدامي والجدد ايضا.. مما ادي الي عدم استكمال التشكيل الوزاري وتعرض د. شرف لوعكة صحية- شفاه الله- ونقل علي اثرها لمستشفي دار الفؤاد وخرج بعد اجراء بعض الفحوصات الطبية.. بعض الائتلافات يطالبون بحكومة ثورة للعمل علي تنفيذ مطالب الثورة وتوحيد اجندات القوي السياسية في اجندة وطنية واحدة وهذا مطلب عظيم ورفض تنفيذ اجندات اجنبية أو ذات مصالح خاصة للقفز علي السلطة. بينما بعض الائتلافات يخرج عن عظمة هذه الاهداف النبيلة للمطالبة باقالة لرئيس الحكومة والانتقام من خصوم النظام البائد ومحاكمة قتلة الثوار ولا يتطلعون الي المستقبل وبناء مصر الحديثة. ان ثورة 52 يناير جاءت للتغيير بعد ان اسقطت النظام البوليسي السابق وليست لتصفية حسابات مع رجال هذا النظام، ولابد ان يأتي التشكيل الوزاري الجديد بوزراء من رجال الدولة ذات الكفاءة والخبرة الي جانب شباب الثورة وتطلعهم الي مستقبل عظيم لمصر. ولابد ان يعطوا الفرصة كاملة لحكومة د. شرف لتنفيذ مطالب الثورة وهذه آخر فرصة للدكتور شرف لاثبات الذات.