من جديد.. عاد ترميم مسجد تربانة الاثري ليثير الجدل في الإسكندرية .. فبعد الكشف مصادفة عن كنز تاريخي يضم 101 مصحف عثماني نادر مدفون هاجمت أوراقه الرطوبة والحشرات.. باتت الآن عشرات الأسر مهددة بالفقر والديون نتيجة عملية الترميم !! أما السبب فهو قرار صادر من المجلس الأعلي للآثار بالإخلاء الجبري المؤقت ل 14 محلا تجاريا تقع أسفل المسجد وبدون تعويض مادي لأصحابها لموقعها المؤثر أسفل المسجد المعلق والذي بناه قديما الحاج تربانة ثري الإسكندرية القديم ذو الأصل المغربي.. "الأخبار " تواصلت مع طرفي القضية في محاولة للوصول لحل..وهناك حول المسجد الكائن بشارع فرنسا تجمهر أصحاب المحلات لمناقشة المشكلة وبصوت غاضب يعيد أصحاب المحلات سرد أحداث ساعة من أصعب الأوقات في حياتهم علي حد تعبيرهم فيقول عادل محمد عيد "صاحب محل" فوجئنا كملاك ومستأجرين ل14 محلا تجاريا مجاور لمسجد تربانة الأثري بمندوب من هيئة الآثار يوم 21 ابريل الحالي يطلب منا التجمع داخل المسجد وأفادنا شفويا بضرورة الإخلاء الفوري للمحلات وذلك لإجراء ترميمات للمسجد والمحلات وأكد ان عمليات الترميم ستتطلب إغلاق هذه المحلات لفترة زمنية تصل إلي سنتين.. ويتابع ماجد محمد محمد: أبلغتنا الآثار إن الإخلاء جبري رغم انه لا توجد اي آثار بمحلاتنا.. وغلقها يعرضنا لمشاكل متعددة. حيث ان معظمنا مديون وسوف يصبح مهدداً بالسجن بسبب الشيكات والكمبيالات الخاصة بتجارتنا".. ويقول سعيد خليل انه تم عمل ديكورات وتجهيزات للعديد من هذه المحلات بمبالغ تزيد علي 100 ألف جنيه للمحل الواحد.. وترميمها من قبل الآثار سيؤدي الي إتلافها وضياعها بما يمثل عبئا وخسارة فادحة لنا في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور.. حيث ان هذه المحلات تمثل مصدر الرزق الوحيد لنا ولعشرات الأسر التي نعولها.. "تجارتنا ستتعرض للتلف " هكذا يصيح أنور موسي موضحاً انه من ضمن المحلات صيدلية بها أدوية ذات تاريخ صلاحية محدد ستضيع ثمنها علي صاحبها .. بالإضافة الي محلات الأقمشة التي سوف تتلف فيها البضاعة بسبب التخزين ومرور الموسم.. وحول دعوي الآثار ان بعض المحلات متعدية علي حرم المسجد.. يشير محمود عبد السلام ان هذه المحلات مؤجرة من هيئة الأوقاف وترجع عقود الإيجار لأكثر من 100 عام .. وتوجد رسوم هندسية مؤرخة ومعتمدة لصيدلية من وزارة الصحة من عام 1958 وترخيص وزارة الصحة من عام 1920 وخاضعة لتفتيش دوري سنوي من وزارة الصحة مما يثبت عدم تغير مساحة الصيدلية وعدم تغير أعمدة أو حوائط كما تدعي هيئة الآثار أوالجهة المنفذة للترميم .. ويتابع فخري أحمد انه توجد 10 محلات بالجهة الشمالية للمسجد تدعي هيئة الآثار ان هذه المحلات متعدية علي المسجد في حين ان لهذه المحلات عقود من هيئة الأوقاف ويتم تحصيل الإيجار الشهري بصفة منتظمة كما ان بعض المحلات بصدد تغير عقود الإيجار بالجدك لدي هيئة الأوقاف وتتجاوز الرسوم التقديرية التي سوف تدفع للاوقاف مبلغ مائة ألف جنيه للمحل الواحد.. وينهي الحديث رشاد علي جاب الله مؤكدا هذا موقف ضار للأسر بأكملها ونحن نعاني من الغلاء وسوء أحوال عامة واقتصادية وتجارية وركود في الأسواق .." الأخبار "توجهت الي مسئولي الاثار لسماع الطرف الآخر فكان الرد "نعم .. لا توجد تعويضات مالية لأصحاب المحال ولكننا سوف نعمل علي مراعاة البعد الاجتماعي.. ويكفي انه سوف يتم ترميم المحال وأرضيتها بالكامل علي حساب المجلس الأعلي للآثار بطريقة هندسية منظمة ".. هكذا يرد الأثري وحيد إبراهيم مدير عام الآثار الإسلامية بالإسكندرية والساحل الشمالي وأضاف ان قرار الإخلاء هو ضرورة لصالح المسجد الاثري الهام.. حيث ان هذه المحال تقع أسفل المسجد المعلق.. ويجب إجراء بعض الترميمات بها أيضا مثل عزل أرضيتها وتدعيمها. وهو أمر هام ومفيد لتلك المحال أيضا ويحمي سلامة أصحابها والمترددين عليها .. نسأله لماذا تضرر أصحاب المحلات ؟ فأجاب ان الإخلاء سيكون مؤقتا لحين الانتهاء من الترميم والذي سوف يتم استكماله علي مدار 16 شهرا تقريبا الباقية من الفترة الزمنية المقررة للترميم وهي عامين.. وأضاف انه سوف تتم عملية ترميم المحالات تدريجيا وعلي التوالي كما سيتم إعادة كل محل لصاحبه فور الانتهاء منه حتي يعود لعمله سريعا وبذلك نخفف من الآثار الواقعة علي أصحاب المحلات لافتا إلي انه قد تتم إزالة عدد محدود من الورش المجاورة المتعدية علي حرم المسجد.. مؤكدا أهمية ترميم المسجد الذي يعد من المساجد الأثرية الشهيرة وقد بدأت عملية ترميمه منذ شهر اكتوبر الماضي ولمدة 24 شهرا بتكلفة مبدئية تبلغ 18 مليون جنيه.