- من الواضح أن عصام شرف لم يحن رأسه للانذار الاخير الذي رفعه الثوار في التحرير بعد أن أعلنوا عن مطالبهم المشروعة أكثر من مرة وكان آخرها في جمعة الغضب الأخيرة.. مع أن اول رسالة للثوار بدأت باغلاقهم لأكبر تجمع لمصالح الحكومة في مصر.. كوسلية ضغط .. وربما تكون هذه الرسالة هي التي اجبرته علي الاعلان عن استعداده لتنفيذ مطالب الثوار بشرط ألا يقوموا بتنفيذ تهديداتهم بالعصيان المدني .. وقد لقيت هذه التهديدات انقسامات في الرأي بين المعتصمين .. البعض رفضتها .. والقلة أيدتها، فالذين رفضوا الاعتصام من بدايته هم الذين رفضوا فكرة العصيان المدني او تعطيل الاعمال وان كان بعض رؤوساء الائتلافات الشبابية قد أبدوا مخاوفهم من غضب الشعب وعدم قبولهم لهذه التهديدات وكأنهم كانوا يقرأون الغيب عندما أعلن الشارع المصري عن غضبه من الفوضي التي تسبب فيها بعض الدخلاء علي شباب الثورة وتعمدوا تعطيل الأعمال والمصالح مع ان الثوار الحقيقييون أبرياء من هذه الفوضي التي أحدثت فجوة بينهم وبين الشعب الرافض لأي تظاهرة تحمل طابع الفوضي .. كل هذه المخاوف وضعها رئيس الحكومة في اعتباره فأعلن رسميا عن استجابته لمطالب المعتصمين أملا في استقرار الاوضاع وتفويت الفرصة علي الانتهازيين الذين يسعون لاستثمار غضب الثوار من الحكومة ويقومون بأحداث التفرقة والفوضي في البلاد .. وكانت أول استجابة لرئيس الحكومة بالحكومة الجديدة التي أعلن عنها امس .. مع انه لم ينفذ وعده ويختار اسما من ترشيحات الائتلافات الشبابية والاحزاب ومن الواضح أن معظم الوجوه التي اتي بها كانت مفاجأة للثوار انفسهم .. - لكن السؤال الآن : هل ستجد الحكومة الجديدة قبولا لدي ثوار التحرير .. حتي الآن لا أحد يعرف صدي التشكيل الوزاري الجديد وهل سوف يكون لهذا التشكيل علاقة بانهاء الاعتصامات ام ستكون المطالبة بنقل مبارك الي طرة وربما يتم تأجيل هذا المطلب بدوافع انسانية من الثوار بعد الاعلان عن تدهور صحته .. علي اي حال الساعات القادمة وحدها هي التي ستجيب عن هذا السؤال .. بعد أن توقع رئيس الحكومة أن حركة التطهير في جهاز الشرطة سوف ترضي المعتصمين لكنهم وصفوها بأنها حركة غير متكاملة لأنها لم تحقق مطالبهم وأن جهاز الشرطة لايزال يحتفظ بعدد من الضباط المتهمين في قتل الشهداء .. وأمام هذه الاعتراضات لم يعد احد يعرف من هو الضابط المتهم بقتل الشهيد .. ومن هو قاتل البلطجي .. وهل نساوي بين الاثنين في الاتهام .. ثم لماذا لانفرق بين الشهيد الذي استقبل الشهادة وهو أعزل بغير سلاح في حالة ثورة ضد الظلم والفساد .. وبين البلطجي الذي كان يحمل السلاح في حالة هجوم علي اقسام الشرطة لترويع امن الوطن .. إذن من هو قاتل الشهيد .. وقاتل البلطجي .. من الظلم ان نخلط بين الثوار وبين بلطجية السجون والاقسام .. وعندنا شهود عيان من اطباء القصر العيني عنما كانوا يستغيثون بالقوات المسلحة في الايام الاولي للثوارة ، فقد استغل البلطجية الانفلات الأمني وراحو يجبرون الاطباء تحت تهديد السلاح علي كتابة تقارير لهم .. او استخراج شهادات وفاة لأشخاص لاعلاقة لهم بالثورة او الثوار .. لماذا لم نأخذ هذا في الاعتبار بعد ان اصبحت البلد بلدنا ولم تعد هناك دواعي للتدليس .. وأي جنيه يذهب بالغلط لمن لا يستحق لقب الشهيد .. فشهداء الثورة احق به .. والاهم في القضية هو رعاية اسر الشهداء .. وأن يبقي حماسنا لقضية الشهداء هو نفس الحماس الذي نحن عليه الآن .. فلا تذوب العواطف او تموت المشاعر مع الايام ويسقط الشهداء من ذاكراتنا كما حدث مع شهداء 67و73 مع انهم عند ربهم مكرمون .. لذلك اقترح ان نجعل لشهدائنا يوما تحتفل به مصر ويصبح عيدا قوميا يطلق عليه " عيد الشهيد". - وهنا أقول لثوار التحرير .. تعالوا نجلس وبالعقل نتحاور .. فليس بالاعتصام تسير الامور واذا كان قدرنا في رئيس حكومة يهرول امام مطالبكم ، ولا تتحقق المطالب إلآ بالضغط .. فتعالوا نضع خريطة طريق لاعادة بناء المؤسسات التي تسكنها الكوادر الادارية التي هي من صنع النظام الفاسد .. لماذا لاتضعوا فكركم علي خريطة وتطلبون تسكين المحليات بكوادر منكم لديها نضج سياسي ثم بينكم شبان يشرفون شباب مصر في الفكر والعطاء .. تعالوا نبني مصر بطريقتنا .. ونستثمر وجود العسكريين وهم يحمون ثورتنا .. وكلمة حق لولا الجيش ما كان لهذه الثورة ان تولد وتصبح كيانا حيا في كل بيت ..