شباب التحرير، أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين بصالح هذا البلد الأمين ، مصر أولا ، هذا صراط مستقيم، صراط الثورة، فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتتفرق بكم عن سبيل الوطن، اجنحوا للسلم كافة ، وتوكلوا علي الله، سلمية سلمية، استووا ولا تختلفوا. فتختلف وجوهكم، حاذوا المناكب، سدوا الفرج والخلل، ولا تدعوا فرجًا للشيطان، الشيطان يكمن في التفاصيل، التفاصيل تحرف عن الطريق القويم، المؤدي إلي مصر حرة أبية، مصر التي في خاطري وفي دمي. توشك أن تتداعي عليكم الجماعات كما تتداعي الأكلة إلي قصعتها، لستم عن قلة، فالمليونيات المصرية هزت العالم، وصارت نموذجًا ومثالاً، مضرب الأمثال، ولكن هو الوهن، " كما قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم "، وما الوهن، حب الحياة وكراهية الموت، الوهن حب السلطة وكراهية الثورة . من بين الصفوف تخرج عليكم أحزاب، وماهي بأحزاب، ولكنها جماعات مصالح وإن تخفت، جماعات محبة للسلطة كارهة الثورة ، لا يثنيها عن شبقها للسلطة ثورة ولا ثوار ، (أجندتها.. وليهلك الجميع ) لا تعبأ باليمين ولا باليسار، تلعن وتخون المختلفين ، بئس ما يأفكون ويتقولون علي الجماعة الوطنية التي بها كانوا يستجيرون، إنهم هم من يناورون بالنزول إلي التحرير ولا يستحون. الثورة ليست قصعة طعام تنتظر " الأكلة"، ميدان التحرير ليس صحنا للطعام، نعلم علم اليقين أن الأكلة ما جاءوا إلي الميدان في أول الأمر إلا بشهوة ورغبة عارمة في السلطة ، يشتهون طعام السلطة ، طعام الزقوم كالمهل يغلي في البطون، معلوم أنهم لو اجتمعوا علي قصعة طعام لمسحوها، وهم يقينًا يدركون ما أمامهم ، ويرونه، ولا يريد أحدهم أن يسبقه الآخر بلقمة، يسبقه بخطوة إلي السلطة التي بها يحلمون. الأكلة يستحثون الخطي ليس إلي الانتخابات، لكن إلي السلطة، الانتخابات طريق سالكة إلي مايبغون ، إلي دولة دينية لطالما بها يحلمون، ولها يخططون، وعليها عاملون، المليونيات الشبابية تعوق الوصول إلي سدرة المنتهي، الأكلة ينسلون من المليونيات التي يستعين بها الثوار علي مخططات تخطط بليل، وإن نزلوا فذرا للرماد في العيون ، كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة في الميدان ، الميدان قصعة ، وهم لايتخلفون عن قصعة مدت ، وعن جمعة نوديت ، جماعات صارت بحبها للسلطة وكراهيتها للثورة شوكة في جسد الوطن ، هي الوهن ، وهن علي وهن، بئس مايأفكون. أكلة آخر الزمان، ومن هم علي شاكلتهم من المرجفين بالوطنية، المكذبين بالدولة المدنية، يسابقون الزمن إلي برلمان يؤسس لدستور، يهرولون إلي دستور يؤسس لدولة دينية، يجاوزون الحدود، لاتحد أطماعهم حدود ولا سدود، الثورة أطاحت بكل السدود وكسرت كل القيود، كسرت قيودهم، حررت نفوسهم، ولكنهم لايتحررون من أطماعهم التي تسكن النفوس، يتحرون موضع القصعة التي لها يتلمظون . لا يرعوون لثورة، ولا يتشهدون علي شهداء، ولا يقلقهم تباطؤ محاكمات، في مصالحهم يفكرون ، دانت لهم الأرض أو هكذا يظنون، صارت القطاف دانية، الثمار ناضجة، حان وقت القطاف، قطاف الثمار، قطاف الرءوس، التمكين في الأرض، حانت اللحظة التي كانوا ينتظرون، إنهم يتجاسرون علي الثورة والثوار، ويهينون، ويتجبرون، بأيكم المجنون الذي ينهي شابا إذا صلي في الميدان ، ينهون شبابهم عن نزول التحرير، مسحوا القصعة ولم يتركوا فتاتًا لجائع أو محروم. ستكرم الثورة اليوم وغدا وبعد غد ،فليكرم المولي في علاه شباب مصر ، سترد الثورة بشعارها " مصر أولا - الثورة أولا " علي المرجفين والطامعين والنهازين، المشائين بين الصفوف بنميم، ستسمهم علي الخرطوم، ستكشف عورتهم التي من شبابهم يتخفون، مفتونون بجماعاتهم التي يتدثرون، ممسوسون بالسلطة، مضروبون بالملك العضود، متعجلون الغنيمة، يتداعون إلي قصعة، إلي سماط، الوطن ليس قصعة، والثورة ليس سماط طعام، لا يتداعون إلي فكرة، تسيطر عليهم الفكرة، لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحت أقدام آياتهم ، حلمهم الذي يحلمون. جماعتهم لا تلهيهم محاكمات ولا تحرير عن ذكر الانتخابات، يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، الدستور أولا، هو ما يخشون، هم وآباؤهم الأولون، الدستور أولا يضج مضاجعهم، ما بال الثورة أولا، إنهم يخشون، يقاطعون ، يناهضون ، يماطلون ،ثم يمالئون ،بشروطهم ينزلون . الثورة أولا، تعني الدستور أولا، المحاكمات أولا، تعني الانتخابات ثانيًا، تعني تأخير حلمهم، لن تتحقق الأحلام التي بها يمنون الأنفس، يخشون تأخيرًا يفكك الصفوف التي بها يفاخرون ويباهون، إنهم يتفككون، يتشققون، يتخارج من بين صفوفهم من كان ثائرًا، يتخارج كل ثائر هصور ، يتخارج شبابهم، ينسلون ، يتمايزون، إن نفرا من آبائهم كانوا يختانون أنفسهم في المضاجع مع النظام البائد، بئس ما كانوا يفعلون.