حرام كفاية تصريحات فشنك.. ذهبت الحكومة المخلوعة وجاءت الحكومة المطلوبة.. وذهب الوزراء الفاسدون وجاء الوزراء الجادون.. والتصريحات »هيه.. هيه«. طوال 21 عاما منذ الحرب العراقية الكويتية عام 1990 وحكاية صرف الحوالات الصفراء للعاملين في العراق هي واحدة من أهم تصريحات وزراء القوي العاملة وواحدة من اهم انجازات الحكومات المتعاقبة.. وحكومة تروح وحكومة تيجي والحوالات الصفراء مثل سراب المياه وسط الصحراء الصفراء القاحلة.. لا شيء يتحقق. جاءت حكومة د. عصام شرف واعلنت انه تم حل مشكلة العاملين الغلابة الذين تم ترحيلهم بسبب الحرب العراقية الكويتية وتركوا وراءهم اموالهم واملاكهم وكل تحويشة العمر. واعلنت الحكومة المصرية ان إعادة حقوق المواطنين المصريين هو دين في رقبتها وان اموالهم لن تضيع. سنة ورا سنة والتصريحات لا تتوقف والاموال لا تعود ولا الحكومة زهقت ولا الاموال عادت ولا المواطن يئس. ثم جاءت حكومة الثورة وتنفس الغلابة الصعداء وقالوا اخيرا جاء الشرفاء وذهب الفاسدون وبالتأكيد انهم لن يقعوا في اخطاء من سبقوهم وستكون الشفافية والمصداقية والمصارحة هي اساس التعامل مع المواطن. ومنذ ثلاثة اشهر اعلنت الحكومة عن حل مشكلة الحوالات الصفراء بعد عشرين عاما من فشل الحكومات السابقة وتهلل الناس فرحا بالانجاز وانتعشت آمال هؤلاء الضحايا الذين مرت عليهم تلك السنوات الثقيلة بالمعاناة والاحساس بالظلم. ثم بدأت تتوالي أخبار اجتماعات تليها اجتماعات تتبعها اجتماعات تقريبا مثل ما عاني منه الناس طوال العشرين عاما السابقة. المهم ذكر موقع وزارة القوي العاملة والهجرة ان الجانب العراقي تسلم كل البيانات الخاصة بمستحقي الحوالات الصفراء والتي تبلغ 408 مليون دولار وهي مؤيدة بالمستندات والخطابات الصادرة من البنك المركزي ووزارة المالية والبنوك التي تم التحويل عليها. وأعلن عن عقد اجتماع بين احمد البرعي وزير القوي العاملة والهجرة ونزار الخير الله سفير العراق بالقاهرة يوم 21 ابريل الماضي.. ثم اعلن عن تشكيل وفد برئاسة الاستاذ الدكتور الوزير لزيارة العراق من 24 مايو حتي 26 مايو الماضي للاجتماع مع نصار الربيعي وزير العمل العراقي للتباحث حول استرداد مستحقات العمالة والتي تبلغ 637 الف حوالة قيمة 408 مليون دولار وفوائد مستحقة عليها تبلغ 500 مليون دولار اي حوالي مليار دولار.. وهذا جميل اي ان مستحقات العاملين سترد اليهم بالفوائد. ومرت الايام ولم يتحقق شيء.. وفي حوار للوزير في جريدة الاهرام قال ان الحوالات الصفراء تأخرت خلال العشرين عاما الماضية بسبب إصرار الحكومة السابقة علي ربط المديونيات الحكومية بمستحقات العاملين.. ولكنه لن يسمح بالضرر للعاملين بأي شكل من الاشكال.. جميل. ثم قرأنا تصريحا ان الحوالات الصفراء ستصرف عند قيام د. شرف بزيارة العراق. وفي حوار آخر في جريدة الجمهورية مع الوزير قال لقد اكتشفنا ان هناك أشخاصا باعت الحوالات بتوكيل واصبحنا امام شخصين واحد معه توكيل وآخر يدعي انها ضاعت وهناك ورثة بعد وفاة صاحب التوكيل. المفاجأة ان وزارة العمل اعلنت في البيان الوزاري بعد 100 يوم من تولي الوزارة ان من اهم انجازاتها نجاح د. البرعي في حسم مشكلة الحوالات الصفراء مع العراق.