محافظة مطروح مشهورة بثروتها الحيوانية الهائلة من خراف البرقي والإبل والتي تقدر بأكثر من 600 ألف رأس، ومن أجل الاستغلال الأمثل لكميات الصوف الهائلة من تلك الأعداد، تم إنشاء أول مصنع لغزل الصوف وتصنيعه بقرية القصر التي تبعد 25 كيلو مترا غرب مدينة مرسي مطروح، وذلك في بداية الستينات من القرن الماضي، وبدأ المصنع ينتج خيوط الصوف، كما تم تزويد المرأة البدوية في بيوت قري ونجوع الصحراء بتلك الخيوط لتصنع منها الأكلمة وغيرها من الصناعات البدوية، وقد لاقت تلك المنتجات رواجا منقطع النظير وبدأ إنتاج المنتجات البدوية يجد إقبالا لدي معظم الأجانب الذين يزورون مطروح، ولكن ذلك الحال لم يستمر طويلا بعد أن طالته يد الإهمال تدب في المصنع حتي توقف العمل فيه نهائيا وأغلقت أبوابه بالضبة والمفتاح. وعندما تولي د. إسماعيل عبد الجليل رئاسة مركز بحوث الصحراء عام 2003 واثناء زيارته لمطروح اكتشف توقف المصنع وطرح علي الفريق محمد الشحات محافظ مطروح الأسبق تولي المركز إعادة تشغيله، ليصدر قراره بنقل تبعيته من المحافظة إلي مركز مطروح للتنمية المستدامة التابع لمركز بحوث الصحراء، تحول المصنع علي الفور إلي خلية نحل وتم تركيب أحدث الماكينات الجديدة وإنشاء عنبرين كبيرين تم تزويدهما بأنوال تصنيع السجاد وتم إنشاء مركز لتدريب الفتيات علي الصناعات البدوية لإنتاج السجاد والأكلمة وازدهر عمله طوال فترة تولي د. عبد الجليل رئاسة مركز بحوث الصحراء، غير أن ذلك الوضع لم يستمر طويلا بسبب قلة التمويل المحلي، ثم استعاد نشاطه مرة أخري حيث يوضح الدكتور نعيم مصلحي رئيس مركز بحوث الصحراء أن اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح قام بدعم المصنع بماكينات حديثة بتكلفة 1.9 مليون جنيه لاستخراج أجود أنواع الخيوط من صوف الأغنام لاستخدامها في صناعة السجاد والكليم والحوايا والبطانية، كما تم دعم وحدة التدريب بأحدث المعدات وتدريب 30 فتاة جدد خلال 6 أشهر علي عمل البطانية والكليم والحوايا والسجاد، ويعود من جديد لصناعة المنتجات اليدوية من السجاد والكليم التي تبهر الجميع.