من هو رئيس مصر القادم؟.. سؤال طرحه موقع المجلس الأعلي للقوات المسلحة وقرر إجراء استفتاء علي صفحته الرسمية بموقع »الفيس بوك« ووضع الموقع 51 اسماً للاستفتاء عليها وهم أحمد شفيق وأيمن نور وبثينة كامل وحمدين صباحي وعبدالله الاشعل وعبدالمنعم أبوالفتوح وعمر سليمان ومجدي حتاته ومحمد البرادعي ومحمد سليم العوا ومرتضي منصور وهشام البسطويسي وعمرو موسي وغيرهم. وفي رأيي ان رئيس مصر القادم لم يظهر بعد؟! وأن هذا الاستفتاء سابق لأوانه لعدة أسباب أولا ان الكثير من هؤلاء المرشحين المحتملين لم يؤكد انه سيخوض الانتخابات مثل د. أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق أو عمر سليمان نائب الرئيس السابق.. وأن هناك الكثيرين في انتظار فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية ولم يطرحوا أسماءهم خوفاً من الهجوم عليهم أو استهدافهم من المرشحين الآخرين. ما يلفت النظر أيضا السخونة الشديدة التي تجتاح التيار الاسلامي بمختلف ألوانه في النزول إلي الساحة السياسية سواء بانتخابات الرئاسة أو الانتخابات البرلمانية رغم اعلان جماعة الاخوان المسلمين عدم الترشيح للرئاسة الا أننا فوجئنا ان هناك ثلاث شخصيات كبيرة أعلنت عن نيتها الترشح للانتخابات وهم د.عبدالمنعم أبوالفتوح والمفكر الاسلامي سليم العوا رجل القانون المعروف والشيخ حازم أبو اسماعيل القيادي السلفي. وهذه الترشيحات أحدثت خلافات وانقسامات داخل الجماعة بين مؤيد ومعارض وثورة شباب الاخوان وبدأت التكتلات بإعلان القيادي عصام سلطان مساندته للدكتور سليم العوا في الوقت الذي اعتبره كثيرون أبو الفتوح هو الاجدر بالمنصب ووسط هذه المنافسات زاد القلق بالتصريحات البراقة لهذه القيادات فهم يدافعون عن السياحة وحق السائح في شرب الخمر اذا جلبه معه وان التماثيل ليست اوثانا ولكنها حضارة وتاريخ!! وهذه التصريحات علي العكس تماما مما نسمعه هذه الايام.. دخلت ايضا معركة الدستور أولا أم الانتخابات البرلمانية في حالة الصراع علي السلطة وكرسي الرئاسة.. وبدأت حالة التخويف الدينية فكل من يطالب بالدستور أولا سيغضب الله وكل من يفكر في إعطاء صوته لمرشح آخر غير الاخوان فهو بالتأكيد سيغضب الله. وأنا لست ضد التيارات الدينية اسلامية كانت أو سلفية أو مسيحية وكل منهم يحاول أن يأخذ نصيبه من تورته الحكم سواء الرئاسة أو البرلمان.. ولكن أخشي من محاولات تحويل مصر إلي دولة دينية وليست دولة مدنية عن طريق سيطرة تيار ديني علي البرلمان ثم يقوم التيار الديني بوضع الدستور والاشراف عليه ليكرس افكارا معينة واتجاهات وتشريعات تخدم هذا التوجه. ويبدو أن هذا التخوف موجود عند الكثيرين وخاصة من قادوا الشعب إلي ثورة يناير من اجل مبادئ الديمقراطية واحترام الرأي الآخر والشفافية ومكافحة الفساد ورفض التوريث واحتكار الحكم والسيطرة علي البرلمان. وهؤلاء بالتأكيد لن يوافقوا علي اي اتجاه أو حركة تتسبب في افشال الثورة والدليل ان هناك خمسة ملايين مواطن قالوا حتي الآن أن الدستور أولا.. وسط صراع علي مقعد رئيس الجمهورية واختلاف الآراء وعدم وضوح البرامج الرئاسية وكيفية مواجهة المشكلات الملحة والتي قامت بسببها الثورة من بطالة وسوء توزيع للدخل وانخفاض مستوي المعيشة وزيادة الدين. أؤكد ان رئيس مصر القادم لم يظهر بعد.