علي مشارف كل عام تضع المخابرات الإسرائيلية تقدير موقف للأوضاع القادمة ورؤيتها لما قد يأتي به العام الجديد من نجاحات واخفاقات. بقاء الأسد علي رأس النظام لن يضر.. حرب اليمن تلهي الدول العربية.. حزب الله فقد جزءاً كبيراً من قواته في الحرب السورية، وبات عاجزاً عن نقل العتاد العسكري للجنوب اللبناني، وفقدت حماس قدرتها علي التسلح، اعتبرت إسرائيل تلك الرباعية أيقونة استبعاد تهديدها في العام المقبل 2018، مشيرة بحسب تقديرات نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت إلي أن 2018 ستكون أكثر أمناً وأقل تهديداً، نظراً للتطورات التي فرضت نفسها علي الأرض خلال 2017. وفي مستهل تقرير أعده الخبير الإسرائيلي رون بن يشاي، أفادت التقديرات العبرية بأن العام الجديد لن يحمل أية تهديدات خارجية لإسرائيل، إذ إن الدول العربية وإيران وتركيا لا زالوا غارقين في الصراع الدموي بين المعسكرين السني والشيعي، وما زالت رحي الحرب دائرة في سوريا واليمن والعراق، لذلك ليس لتلك الدول أية قدرة علي تهديد الأمن الإسرائيلي علي المدي المنظور. ويشير التقرير إلي ان الروس نجحوا في بقاء الأسد علي سدة الحكم، فحصلوا في المقابل علي ميناء وقاعدة جوية في سوريا. وتؤكد دوائر استخباراتية إسرائيلية خلال جلسات خاصة أن استمرار الأسد في الحكم سيكون سيئاً للشعب السوري، لكنه لن يكون بالضرورة سيئاً لإسرائيل، خاصة أن الروس يحافظون علي علاقات جيدة مع إسرائيل، ويحرصون علي المصالح المشتركة بين البلدين. أما التمدد البري الذي يتطلع الحرس الثوري الإيراني إلي شقه من طهران عبر العراق إلي سوريا وبيروت، فلا يزال بحسب التقرير العبري مجرد فكرة أو مطامع لم تخرج إلي حيز التنفيذ، وحتي إذا جري البدء في تفعيل تلك المطامع، فلن تشكل تهديداً علي إسرائيل، وفقاً للفزاعات التي ترددها الدوائر العسكرية الاسرائيلية، فالمعارك الدائرة بين قوات مكافحة الإرهاب والعناصر المتطرفة في سيناء علي سبيل المثال لم تؤثر علي إسرائيل، رغم نقاط التماس الحدودية المتلاصقة بين الجانبين. بالإضافة إلي ذلك كانت هناك العديد من المؤشرات التي انعكست بالإيجاب علي الأمن الاسرائيلي في 2017، ومن المقرر أن تؤتي ثمارها أيضاً في العام الجديد 2018، ويأتي في طليعتها فقدان تنظيم »داعش» ما يسمي بدولته الواسعة في العراقوسوريا، ونسب التقرير تلك الخطوة إلي قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة، والقوات الكردية التي اعتبرها معد التقرير قدم قوات التحالف علي الأرض في العراق، وهو ما منح الأكراد دعماً لوچستياً من جميع الدول المشاركة في التحالف. وأرجع معد التقرير العبري تفاؤله بالعام الجديد إلي ما جري إنجازه أمنياً في 2017، ففي المجال العملياتي علي سبيل المثال، دحر الجيش الاسرائيلي وجهاز الأمن العام »الشاباك» والشرطة ما يعرف ب »إرهاب الأفراد»، وكذلك »التصعيد المغناطيسي» عبر تعقب أجهزة الاستخبارات، ووحدات مكافحة حروب السايبر شبكات التواصل الاجتماعي. وفيما يخص قطاع غزة، بلور الجيش الاسرائيلي خطة للقضاء علي تهديدات الأنفاق باتجاه إسرائيل. أما بخصوص ما يعرف بالمعارك التي تتوسط الحروب وفقاً لتسمية منظومة الأمن الاسرائيلية، فنقل التقرير العبري عن مصادر وصفها بالأجنبية، أن الجيش الاسرائيلي وبدعم من الموساد أحبط عمليات نقل الأسلحة والعتاد العسكري إلي حزب الله في الجنوب اللبناني وحماس في قطاع غزة، كما منع محاولات تدشين مصانع وورش لانتاج وتركيب منظومات قتالية كالتي يجري استخدامها في سوريا ولبنان، ومنع أيضاً خلال 2017 تمركز مليشيات تابعة لإيران في القطاع السوري من هضبة الجولان، للحيلولة دون خلق جبهة جديدة ضد إسرائيل. الأهم من ذلك، بحسب التقرير العبري، أن الجيش الاسرائيلي أدار تلك الحرب بشكل سري من دون أن يتورط في تصعيد يشعل المنطقة.