بصراحة الصدفة وحدها وراء تذكري يوم وفاته ..فقد كنت ابحث بين اوراقي وكتبي عما قاله عن الضربة الجوية الاولي والتي وصفها "هيكل" بانها كانت مظاهرة لرفع الروح المعنوية للمقاتلين .. وخاصة انه كان رئيس هيئة العمليات قبل واثناء الحرب. منذ 12يوما وبالتحديد في 7 يونيو الحالي مرت الذكري الثامنة لوفاة صاحب الكشكول- كما وصفه الرئيس الراحل انور السادات- والذي تضمن دراسة عن انسب الايام لبدء حرب اكتوبر وتحقيق الانتصار.. ويقول المشير "محمد عبد الغني الجمسي" في يومياته عن الحرب "لقد بدأت البلاغات تصل الي القيادة العسكرية الاسرائيلية في تل ابيب من قواتها في سيناء والجولان تفيد بأن تشكيلات جوية مصرية يقدر عددها بأكثر من مائتي طائرة قد هاجمت مواقعهم في سيناء.. وان الطائرات السورية ويقدر عددها بحوالي 100 طائرة قد هاجمت في الوقت نفسه مواقعهم في الجولان وجبل الشيخ ..واصبح واضحا امام القيادة الاسرائيلية ان هذا الحشدالكبير من الطائرات لم يسبق له مثيل في اي حروب سابقة في الجبهتين المصرية والسورية ومما يلفت النظر ان الهجمات الجوية تمت في وقت واحد. واضاف " الجمسي صاحب كشكول العمليات" : في ظهر السادس من اكتوبر عبرت الطائرات المصرية خط جبهة قناة السويس متجهة الي عدة اهداف اسرائيلية محددة في سيناء .. وأحدث عبور قواتنا الجوية خط القناة بهذا الحشد الكبير وهي تطير علي ارتفاع منخفض جدا اثره الكبير علي قواتنا البرية بالجبهة وعلي قوات العدو فقد دب الذعر والهلع في نفوس الأعداء والحماس والثقة في قواتنا ..وهاجمت طائراتنا 3 قواعد ومطارات و10 مواقع صواريخ مضادة للطائرات من طراز هوك و3 مراكز قيادة وعددا من محطات الرادار ومرابض المدفعية بعيدة المدي ..وكانت مهاجمة جميع الاهداف المعادية في سيناء تتم في وقت واحد بعد ان اقلعت الطائرات من المطارات والقواعد الجوية المختلفه.. وتطير في خطوط طيران مختلفة لتصل كلها الي اهدافها في الوقت المحدد لها ..لقدحققت قواتنا الجوية نجاحا كبيرا في توجيه هذه الضربة وما حققته فيها من نتائج بأقل الخسائر والتي وصلت الي 5 طائرات وهي نسبة أقل جدا مما توقعه الكثيرون. ربما لا يعرف الكثيرون من جيل شباب الثورة ان "الجمسي" هو مهندس الحرب فقد كان يشغل منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة.. وتولي في نهاية عام 73 رئاسة اركان حرب القوات المسلحة ثم في العام التالي وزيرا للحربية والقائد العام وكان مستشارا عسكريا للسادات من عام 78 وحتي تقاعده في 11 نوفمبر 1980.. وأنه من قاد مباحثات الكيلو 101 مع الاسرائيليين والتي بدأت في 28 اكتوبر 73.. وشارك في مباحثات السلام.. والمشير "الجمسي" واحد من القادة العظام فقد تخرج بالكلية الحربية عام 39 وحصل علي ماجستير كلية القادة والاركان وزمالة اكاديمية ناصر العسكرية العليا.. وتقلد العديد من المناصب في صفوف قواتنا المسلحة منها قائد لواء مدرع ورئيسا لاركان الجبهة عام 67 .. ورئيسا لهيئة التدريب ..ونال 24 نوطا وميدالية ووساما. التاريخ يبقي دائما.. ومجرد جرة قلم من »هيكل« لن تستطيع ان تمحوه.. وياليت جيل ثورة 25 يناير يتقمص شخصية وروح رجال اكتوبر ويبدأ في العمل الجماعي لنؤسس الدولة المصرية الحديثة ..فكفانا ائتلافات وانقسامات .. فميدان التحرير والقضاء علي التوريث وإزالة النظام السابق جمعتنا.. والآن تفرقنا الآراء والاهواء الشخصية والانانية !