من القراء المعاصرين، وإن لحق بآخر عظماء التلاوة في القرن العشرين امثال مصطفي اسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد وابو العينين شعيشع. لم يكن احمد لرزيقي من مشاهير المقرئين، غير انه كان ولاجدال من كبارهم، واسع المعرفة والثقافة، وقد قال لي قبل ربع تقريبا، ان ثقافته واطلاعه جرا عليه العديد من المتاعب، خاصة مع الاذاعة ومسؤوليها، وأنه لولا اهتمام الرئيس انور السادات شخصيا به، لما اصبح له من المكانة القرآنية ما يحمد الله عليها الآن. شيخنا، من مواليد قرية الرزيقات مركز ارمنت محافظة قنا عام 1940، الحقه ابوه بمدرسة الزريقات الابتدائية، لم يكن ملتفتا لدروسه قبل ان تتحول حواسه الي حفظ القرآن، خاصة بعد ان جذبه احتشاد اهل القرية امام بيت احد اثريائها، منصتين لقرآن الصباح بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد عبر جهاز الراديو الوحيد بالبلدة آنذاك. في السادسة عشر من عمره ألحقه والده بالمعهد التخصي لتعليم القراءات ببلدة اصفون المطاعنة، بعد ان اتم حفظ القرآن، وقد استثمر الرزيقي سنوات الدراسة في استظهار حلاوة صوته بين اقرانه بالمعهد، فنال الاستسحان، ولما بلغ من الثقة مبلغها قرراحياء السهرات والمآتم، فذاع صيته في القري المجاورة بل وخارج المحافظة، ومع بذوغ عام 1958 كانت شخصيته القرآنية قد اكتملت ونضج فكرا، فظل علي حالته حتي اعتمد بالاذاعة عام 1975، واصبح قارئا للسورة بمسجد السيدة عائشة، قبل نقله الي مسجد السيدة نفيسة اثر وفاة القارئ محمود عبدالحكم. علاقة وطيدة ربطت الرزيقي بالرئيس السادات، وبخادم الحرمين الشريفين المغفور له جلالة الملك خالد بن عبد العزيز، يتذكر في حديثه لكاتب السطور عام 1991 جانبا من مداعبة العاهل السعودي له حين سأله: قل لي ياشيخ رزيقي: هل تقرأ الجيم في قوله تعالي" اذا جاء نصر الله والفتح..." معطشة، ام لا، يقول الرزيقي حين قرأت مرتلا بالتعطيش، إذ بجلالة الملك يضحك بشدة مازحا بقوله: إذن انت صعيدي ياشيخ رزيقي، وظللنا نضحك كثيرا. رحمالله الشيخ الرزيقي التي تحل ذكري وفاته في مثل هذه الايام من عام 2005. [email protected]!