بالوعات الأمطار بالمحور مصائد للموت وأعمدة الإنارة مضاءة نهارا ومظلمة ليلا هما شريانا المواصلات في القاهرة الكبري، كانا نموذجين للانضباط ويتغني بهما المسئولون في قدرتهما علي تحقيق السيولة المرورية، يربطان القاهرةوالجيزة والقليوبية ببعضهم البعض، الا انهما اصبحا الان طريقين تسيطر عليهما الفوضي، اختفي من عليهما رجال المرور فاصبحت الميكروباصات والنقل الثقيل تسير بسرعات جنونية، ناهيك عن أعمدة الانارة المضاءة نهارا مظلمة ليلا، بالاضافة إلي الفواصل التي تآكلت وأصبحت مصائد للموت، والفتحات العشوائية التي تتسبب في كوارث يومية، » الاخبار» قامت بجولة ميدانية علي الدائري والمحور ورصدت المخالفات وحاورت المواطنين وخبراء المرور في كيفية استعادة الدائري والمحور لسابق عهدهما. البداية كانت من الدائري الذي يربط القاهرة الكبري بالكامل ، الذي كان في بداية نشأته نموذجا للانضباط ولكن يا فرحة ما تمت، بعد سنوات أصبح طريق الفوضي والاهمال فكل يوم تسال عليه دماء بريئة ، حتي أصبح بالفعل طريق الموت في ظل غياب تام لرجال المرور.. فأكوام مخلفات البناء تحاصر جانبي الطريق، عربات » الكارو » تلقي عليه » الرتش » في » عز الظهر » بائعو الشاي وضعو الكراسي علي جانبي الطريق السريع وحولوه إلي »مقهي عمومي» انتشرت فوقه المواقف العشوائية للميكرباص عند المنازل والمطالع مستغلين غياب الاكمنة وعدم تواجد رجال الشرطة علي الطريق ، السرعات الجنونية لسائقي الميكروباص حولته إلي مصائد للموت ، الانارة عليه منعدمة رغم وجود الاعمدة لكنها لا تعمل ، مما يزيد من نسبة الحوادث عليه ، لتكون المحصلة النهائية أعدادا كبيرة من » الضحايا » يتساقطون كل يوم.. موقف ميكروباص بدأنا من منطقة المريوطية حيث رصدنا اول ملامح الفوضي والعشوائية التي تلفت نظرك بمجرد السير علي الطريق الدائري هو تحول المطلع المؤدي إلي أعلي الدائري إلي »موقف» عشوائي يؤدي إلي شلل تام في المنطقة التي تربط المريوطية بمدينة 6 اكتوبر حيث يتجمع المواطنون أعلي الدائري من اجل الذهاب لمصالحهم وأعمالهم مع اشراقة كل صباح مما يسبب تكدس الميكروباصات والمواطنين ويتسبب في وقوع حوادث خاصة ، وان الدائري طريق سريع ويتوقف الميكروباص لتحميل »الراكب» ثم يعود مجددا للسير مما يتسبب في تصادم وهذا ما رصدناه بالفعل اثناء جولتنا الميدانية.. تعليمات لا تنفذ بعد ذلك وجدنا لافتة كبيرة علي الطرق تشير بمنع سير النقل الثقيل علي المحور من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتي السادسة مساء ولكنها للاسف مجرد تعليمات »فشنك» لا تطبق علي أرض الواقع، فرصدنا مقطورات تحمل حديدا تسير بسرعات جنونية في »عز الظهر» ناهيك عن سيارات نصف نقل تحمل »أعلاف» كغذاء للمواشي وسيارات نصف النقل تحمل حمولات كبيرة وأبواب الصندوق الخلفي مفتوحة علي مصراعيها مما يتسبب في حدوث كارثة في اي وقت وهو ما يطرح السؤال متي تنتهي فوضي النقل الثقيل علي الدائري؟!. كشك للمشروبات ومن مطلع المريوطية إلي »فتحة» احمد عرابي حيث انتشرت المباني السكنية فأصبح الطريق محاصرا بالعشوائيات وباتت »الاشارة خضراء» لكل معتد سواء علي الاراضي الزراعية المحيطة به أو علي حرم الدائري في وضح النهار وعلي مرأي ومسمع من الجميع ناهيك عن انتشار مقالب القمامة القابلة للاشتعال والاحتراق، ووصلت المخالفات لدرجة اننا رصدنا في جولتنا »كشك» يقوم بتقديم المشروبات المثلجة والساخنة إلي اصحاب السيارات فتري امامك سيدة امامها »عدة الشغل» من اكواب زجاجية ومواقد كيرويسين لتجهيز الشاي والنصبة عبارة عن عمودين من الخشب يتم تغطيتها بمظلة من القماش وحولها عدد كبير من الكراسي علي الجانبين ليجلس عليها الزبائن ومن يريد ممن يسيرون بسياراتهم علي الطريق احتساء الشاي »يركن» سيارته وينزل ويتناول الشاي ، الامر الذي يعطل سير الطريق ويتسبب في الحوادث علي الطريق فعندما تمر من امام الفاتحة تجد السيارات تصطف بجانب الطريق علي الاتجاه اليمين ضاربين بكل القوانين عرض الحائط. تروسيكل مجنون وعند منطقة البراجيل تجد فتحتين عشوائيتين للصعود والهبوط تتكدس امامهم السيارات بكثرة ويتحول الطريق إلي سمك لبن تمر هندي فتجد سيارات تسير في العكس وآخر ينتظر في المقابل وفي هذا المشهد تجد تروسيكلا يسير بسرعة جنونية بين المقطورات ويتحرك يمينا ويسارا دون تواجد شرطي حتي وصل إلي مقر هيئة تأمين الطريق الدائري واستمر في السير بسرعة جنونية. مصائد للموت اما الظاهرة الاخيرة والخطيرة أعلي الدائري هي وجود فواصل متآكلة تحتاج إلي صيانة فورية لانها تعد مصائد للموت تؤدي إلي انقلاب اي سيارة تصطدم بها، والتي لا بد ان تتحرك الطرق والكباري لصيانتها لا تمثل تهديدا خطرا علي أرواح كل من يسير علي الدائري. بعد ذلك انتقلنا من الدائري إلي شريان آخر للمواصلات في مصر وهو المحور الذي يربط بين القاهرة ومحافظة الجيزة وتحديدا مدينة 6 أكتوبر، فعندما تضع قدميك علي المحور تجد مخلفات الحوادث الكارثية من اعمدة انارة ملقاة علي الارض والاسوار الحديدية » المائلة اعمدة بدون إنارة ثم وجدنا أعمدة انارة مضاءة نهارا في عز الظهر وهو ما يؤكد ان المسئولين عن طريق المحور »نايمين في العسل» رغم الشكاوي المتكررة من السائقين وقائدي السيارات من الظلام الدامس الذي يواجهونه علي الطريق في بعض المناطق اثناء قيادتهم ليلا، اما الاغرب اننا رصدنا وجود اعمدة بدون كشافات وهو ما يثير التساؤلات خاصة وان هناك ادارة مسئولة عن صيانة وانارة طريق المحور.. ومن مشكلة الانارة إلي مشكلة اخري وهي خروج بعض »اسلاك الكهرباء والكابلات» خارج الاعمدة وهو ما يعد كارثة وقنبلة موقوتة خاصة ونحن علي اعتاب فصل الشتاء، فمع هطول الامطار يصبح ذلك السلوك »مصدرا للموت» فلا بد أن تتحرك الاجهزة لصيانتها. وإلي مشكلة اخري اثناء سيرك علي الطريق تري مواطنين يعبرون الطريق في اي وقت سيرا علي الاقدام بسبب عدم وجود اي كوبري مشاة علي المحور وهم سكان مناطق ناهيا والمنصورية، مما يجعل قائدي السيارات يتوقفون بشكل مفاجيء مما يسبب كارثة باصطدام السيارات ببعضها البعض، فعدم وجود كباري عبور للمشاة سبب رئيسي في الاحداث اليومية. وهناك مشكلة اخري رصدناها للفوضي علي المحور وهي ان »بالوعات المطر» التي انشأتها الدولة من اجل تصريف مياه الامطار بها للحفاظ علي الطريق فتحولت من بالوعات لتصريف مياه الامطار إلي مصائد للموت بعدما اختفت »اغطية البالوعات» وتحولت إلي مصيدة للموت اذا عبرت عليها اي سيارة تؤدي إلي انقلابها فورا، رصدنا تلك البالوعات امام سلالم منطقة ناهيا، وشاهدنا ميكروباصا عبر من اعلاها كاد ان يسبب كارثة بانقلابه من اعلي المحور. كباري للمشاة بعد انتهاء جولتنا تحدثنا مع المواطنين اعلي المحور والدائري عن المشاكل التي تواجههم كل يوم المواطنون أكدوا ان غياب كباري المشاة لعبور المواطنين وسير المقطورات والنقل الثقيل في أي وقت وفي اي مكان ضاربين بكل القوانين عرض الحائط وغياب الاكمنة المرورية واجراء تحليل مخدرات لسائقي الميكروباصات والمقطورات اهم اسباب الحوادث التي نراها يوميا وطالبوا هيئة الطرق والكباري بانشاء كباري مشاة والادارة العامة للمرور بزيادة الحملات الامنية علي الدائري والمحور مع وجود تحليل فوري للمخدرات. سرعة جنونية في البداية يؤكد حازم جمال _طالب _»بركب يوميا من ميدان الجيزة إلي الجامعة التي يدرس بها بمدينة 6 اكتوبر وبنتجه من الطريق الدائري »مضيفا » اشاهد مقطورات بتطير من جنبي » مؤكدا » مبشوفش اي لجان مرور علي الدائري خالص وده السبب الرئيسي للفوضي اللي احنا بنشوفها يوميا علي الطريق موضحا من أمن العقاب اساء الادب» ويضيف عطا رجب _موظف _ انه من سكان مدينة 6 اكتوبر ويتوجه من اكتوبر إلي رمسيس ويشاهد يوميا حوادث علي الدائري والمحور بسبب بعض »الحفر» التي تؤدي لانقلاب السيارات وكذلك السرعة الجنونية سواء من الشباب المتهور علي الطرق او سائقي الميكروباصات والنقل الثقيل مشيرا إلي انه لا بد من صيانة فورية للطرق من هيئة الطرق والكباري وكذلك حملات مرورية من وزارة الداخلية وحملات توعية في وسائل الاعلام وارشادات عامة للسائقين حتي يتعلموا كل قواعد المرور. ويشير حمادة السيد _موظف_انه كل يوم يستقل ميكروباصا من اعلي سلم ناهيا للتوجه لعمله كل يوم ويشاهد كل يوم حادثا علي الطريق بسبب جنون السرعة من سائقي الميكروباصات وكذلك بسبب العبور الخاطيء للمواطنين علي المحور من اليسار إلي اليمين.. واشار ان آخر حادث شاهده هو انقلاب اتوبيس للنقل العام ، وانه يطالب بانشاء كباري مشاة اعلي المحور في عدة مناطق مثل سلم ناهيا والمنصورية والمريوطية لكي يعبر منه المواطنون ولا يتسببون اثناء عبورهم باصطدام السيارات ببعضها البعض. غياب مروري ويشير محمد كارم _عامل _ انه تعرض إلي موقف رأي الموت بعينيه اثناء توجهه من الدائري إلي المعادي حيث كان السائق في حالة »غير مفهومة» وظل يسير بجنون يمينا ويسارا علي الطريق وحاول الركاب مطالبته بالتوقف لكنه لم يبال ولم يخفض صوت الاغاني، حتي الركاب الذين طالبوه بالتوقف للنزول اعلي الدائري لم يستمع اليهم حتي جاءت سيارة اصطدمت به من الجانب الايسر فتوقف وهنا قام الركاب جميعا بالنزول من الميكروباص بعدما رأوا الموت عدة مرات ولم نجد اي ضابط مرور او شرطي لكي يبلغوه بحالة سكر السائق ، واكد ان عدم وجود اكمنة مرورية علي الدائري يؤدي إلي زيادة الحوادث وكثرة الوفيات. مساعد وزير الداخلية الأسبق: قانون المرور الجديد يقضي علي الفوضي يري اللواء ابو بكر الحديدي مساعد وزير الداخلية الاسبق ان فوضي الدائري والمحور تتطلب تكاتف جميع الاجهزة متمثلة في المسئولين عن الدائري والمحور، بالاضافة إلي وزارة الداخلية التي خرجت بقانون قوي وهو قانون المرور الجدي الذي وافق عليه مجلس الوزراء في اجتماعه الاخير سوف يقضي تماما علي الفوضي الموجودة أعلي الدائري والمحور، مشيرا إلي ان القانون يتصدي للمقطورات التي تسير بسرعة جنونية علي الطريق الدائري موضحا ان القانون سيشدد علي اجراء تحليل مخدرات فوري علي الطرق لسائقي النقل والميكروباصات حتي يقلعون عن ادمان المخدرات كالحشيش والحبوب المخدرة مثل الترامدول والطامول الذي يجعلهم يسيرون بطريقة جنونية ، واكد ان هناك مسئولية اخري تقع علي عاتق المسئولين عن الدائري والمحور وهي اولا ان توفر وزارة الصحة سيارات الإسعاف بشكل سريع حتي يتم إنقاذ مصابي الحوادث علي الطريق الدائري او المحور في أسرع وقت مع التوسع في استخدام الرقابة التكنولوجية علي الطرق والميادين من خلال زرع كاميرات ترصد بالصوت والصورة اي تجاوز او سرعة جنونية وتضبط المخالفين بالاضافة إلي التزام هيئة الطرق والكباري بخطة الصيانة الدورية ولا ينتظرون لوقوع كارثة حتي يتحركوا لاصلاح الطريق.