تصاعد العنف في جنوب اليمن مع تواصل المعارك بين مقاتلين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة وجنود يحاولون تطهير مناطق بالجنوب من سيطرة المسلحين، وسط غموض يكتنف المشهد السياسي في البلاد. ولقي امس عقيد وجنديان بالجيش مصرعهم في معارك مع مقاتلين في زنجبار عاصمة محافظة "أبين" معقل المسلحين. وكان قيادي عسكري يمني منشق قد اتهم أقارب الرئيس علي عبد الله صالح بالإشراف علي "الجماعات الارهابية التي يرهب صالح بها الغرب" وقال اللواء "علي محسن الأحمر" قائد الحرس الرئاسي الخاص ووكيل جهاز الأمن القومي ان صالح "يدعي انه صمام الأمان لليمن وللدول المجاورة ولكن هذا محض كذب، فإبني شقيقه يشرفان علي الجماعات الإرهابية". وكان صالح يعتبر حليفا أساسيا للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم القاعدة، حيث تجمع الكثيرون من عناصرها في اليمن وشكلوا ما أطلقوا عليه تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية". وقال الأحمر "بعد رحيل صالح سيتكشف الجميع ان أسطورة القاعدة في اليمن ليست بتلك الضخامة وسيختفي التنظيم بعد ان تتحول اليمن الي دولة مدنية معاصرة". واتهم القيادي العسكري الذي يخيم مع قواته في ميدان التغيير في صنعاء منذ فبراير الماضي، صالح بتسليم مناطق في اليمن لتنظيم القاعدة. ووسط تضارب التقارير عن صحة صالح، قال سفير اليمن لدي بريطانيا "علي سيف حسن" ان "الرئيس واع ويتحدث"، مضيفا "انه فقد القدرة علي قيادة البلاد لكنه لم يفقد القدرة علي ادارة الصراع السياسي". وعزا السفير تضارب التقارير عن صحة الرئيس الي "أسباب سياسية". من جهته قال العميد "محمد عبد الله صالح" ابن شقيق صالح الرئيس ومدير وحدة مكافحة الارهاب ان صالح "سيعود لممارسة مهامه كرئيس للجمهورية وان هناك إستعدادات شعبية لإستقباله". وقال ان القرار "بيد صالح لتحديد الموقف من المبادرة الخليجية بعد عودته، والأمر بيد الشعب وفقا للدستور والشعب اليمني لا يقبل إملاءات من الخارج". في المقابل أكد "أحمد الرازحي" المتحدث بإسم الرابطة الإعلامية لشباب الثورة، ان "صالح اذا عاد للبلاد فسيعود بلا اي صلاحيات ولا يمكن ان يحكم البلد او يقدم مشروع جيد". في الوقت نفسه أفادت "مصادر مطلعة" في صنعاء ان الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي يكثفان من مشاوراتهما مع الأطراف اليمنية لتسهيل عملية انتقال السلطة بصورة سهلة. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط اللندنية" عن تلك المصادر ان المشاورات تتم علي أساس "قناعة بأن صالح خارج العملية السياسية في اليمن بسبب وضعه الصحي". من ناحية اخري، أرسلت روسيا الي اليمن امس طائرة لنقل رعاياها.