الأسواق الشعبية في شمال سيناء هي طوق نجاة لمحدودي الدخل و»روح الغلابة» خاصة في أيام انعقادها كل أسبوع، وتشهد زحاما شديدا بزيادة أعداد المترددين عليها من مختلف مدن وقري سيناء، وتتنوع في البضائع والسلع ما بين خضراوات وملابس،مواش ودواجن واسماك، وكذلك الأعشاب والنباتات الطبية علاوة علي عرض المنتجات والأزياء البدوية والأدوات المستخدمة في الدواوين والمجالس العربية التي تمثل تراث سيناء الأصيل الذي يحمل عبق التاريخ. ومن أشهر أسواق شمال سيناء سوق الخميس في العريش والثلاثاء في الشيخ زويد، وسوق السبت في رفح وسوق الاثنين في قرية الجورة وسوق الأربعاء في بئر العبد وسوق الأحد في قرية أبو طويلة، ويوضح الحاج ماهر بدوي من العريش 70عاما ان الحياة في سيناء كانت تعتمد قديما علي أسلوب المقايضة والتبادل، ومع زيادة عدد السكان والتوسع في المدن خاصة مدينة العريش العاصمة تغير الحال وازدهر السوق وزاد عدد المترددين عليه من مختلف انحاء الجهات، ليحمل اسم »السوق الفوقاني»،كما يلفت سليمان العياط الباحث في التراث إلي أن الحياة الاجتماعية في الأسواق الشعبية حياة اجتماعية والتي تعكس جانبا مهما من طبيعة المجتمع السيناوي والمستوي الاقتصادي للاسر كونه مجتمعا بسيطا ومتسامحا ومتعارفا، وبالتالي هذا المجتمع يطلب البساطة والصدق في كل تعاملاته اليومية، ومنها البيع والشراء، ويشير الدكتور قدري العبد خبير التنمية المتكاملة إلي ان هناك مئات البدو بزيهم المتميز والألوان المزركشة والطرز البدوية يفدون إلي السوق ببضاعتهم التي هي من صنع ايديهم ويقوم البعض بالشراء بكميات كبيرة سواء لكونه تاجرا او كمندوب يشتري لأقاربه وجيرانه او القبيلة ويحدث ذلك في الخضراوات والفاكهة، اما الاغنام فيمثل المزاد احدي طرق البيع في سوق الخميس وكان يتم ذلك من قبل عن طريق المقايضة وتعمل المنافسة في سوق الخميس علي الحد من ارتفاع الاسعار حيث تقل بنسبة 30٪ خاصة في الخضر والفاكهة والطيور.