التراث البدوى بكل مظاهره فى سوق الخميس التاريخى بالعريش في مثل هذا اليوم من كل اسبوع يكون الحدث الرئيسي في شمال سيناء هو «سوق الخميس» الذي يختلف عن كل الاسواق في باقي المحافظات حيث يأخذ شكل «كرنفال» اسبوعي يرتاده جميع فئات المجتمع السيناوي علي اختلاف اعمارهم. وتباع فيه جميع السلع والمنتجات البيئية والمشغولات اليدوية التي تمثل جوهر تراث سيناء القديم. كانت الحياة في سيناء تعتمد قديما علي اسلوب المقايضة والتبادل، ومع زيادة عدد السكان والتوسع في مدينة العريش تغير الحال وازدهر السوق وزاد عدد المترددين عليه من مختلف انحاء الجهات، ليحمل اسم «السوق الفوقاني» لوقوعه في مكان عال. واوضح كمال الحلو خبير التراث ورئيس متحف التراث السيناوي ان سوق الخميس في بداياته كان ينعقد طوال الاسبوع .. واستقر في ذهن المواطن والتجار بعد ذلك علي اختيار اخر ايام الاسبوع وهو يوم الخميس لانعقاد السوق خاصة ان كثيرا من الاسر والعائلات والقبائل كانت تعتمد عليه في الوجبة الرئيسية الدسمة التي تشمل اللحوم والطيور ليوم الجمعة الذي يجتمع فيه جميع افراد الاسرة او العائلة عند الاب او الجد. وأضاف الدكتور قدري العبد خبير التنمية المتكاملة بأن مئات البدو بزيهم المتميز والالوان المزركشة والطرز البدوية تفد الي السوق ببضاعتهم التي هي من صنع ايديهم ويقوم البعض بالشراء بكميات كبيرة سواء لكونه تاجرا او كمندوب يشتري لاقاربه وجيرانه او القبيلة ويحدث ذلك في الخضراوات والفاكهة اما الاغنام فيمثل المزاد احدي طرق البيع في سوق الخميس وكان يتم ذلك من قبل عن طريق المقايضة وتعمل المنافسة في السوق الخميس علي الحد من ارتفاع الاسعار حيث تقل بنسبة 30٪ خاصة في الخضر والفاكهة والطيور. وقال عبدالكريم بدوي قاض عرفي ان سوق الخميس يتمتع بقوة القانون العرفي مما يحد من الغش والتدليس الذي قد يظهر في اسواق اخري حيث يلجأ من يتعرض للغش الي الجلسات العرفية للحصول علي حقه باعتبار ان ذلك اهانة له حيث ألقي العرف بظلاله علي السوق لحل جميع الخلافات.