الحب يصنع المعجزات.. بعد52 يناير أصبحنا في حاجة إلي الحب أكثر من أي وقت مضي، وخصوصا حب العمل، فأغلبنا للأسف يؤدي عمله دون أن يحبه، لذلك لا يأتي العمل متقنا بل يأتي ناقصاً متأخراً! قد يسأل البعض: وما علاقة الحب مثلا بإنتاج حذاء هو نتاج عملية تجميع مجموعة من الجلود مقصوصة حسب تصميم معين ومثبتة علي قالب بمقاس معين.. إنها مجرد صنعة لا علاقة لها بالحب؟! وأرد علي هؤلاء وأقول: لو أنك تؤدي عملك وأنت غير راض عنه، أو كنت »قرفان« من عيشتك، أو لا تحب زملاء العمل أو تكره رئيسك الذي لا هم له إلا أن يسخر من أدائك ويقلل من شأنك بمناسبة أو بدون مناسبة.. هل تتوقع بعد كل هذه الأحاسيس الكريهة أن يتسم نتاج عملك بالإتقان والجودة؟! اعكس الصورة وتخيل أنك تحب عملك لذاته، وتحب زملاء العمل، وتحب رئيسك الذي يشجعك ويدفعك لتقدم أفضل ماعندك، ويحترم ما تقدمه.. تخيل لو أنك تسعد بالمناخ الذي تعمل فيه إلي الدرجة التي تنسيك بيتك وأهلك وحتي صحتك.. بالله عليك ماذا تتوقع أن تكون نتيجة مثل هذا العمل المحاط بالحب والاحترام؟ لقد عشنا خلال العقدين الأخيرين حالة من »القرف« وصلت إلي حد كراهية البلد نفسه.. فالنظام العفن كان يتفنن في قهرنا وإشعارنا بالعجز.. أما الآن وقد ولي النظام البائس، ورُدت إلينا روحنا، يكون من الواجب علينا أن نعود للعطاء من أجل أن تنهض مصر من جديد، ونؤكد أننا بالفعل نحبها.. ولن نجد دليلا نقدمه علي حب مصر خير من حب العمل.