بالرغم أن انتخابات الأندية هي المناخ الديمقراطي الذي يعبر عن ارادة الناخبين بصورة فيها نسبة أعلي من النزاهة والشفافية، إلا أن هذه الانتخابات لا تخلو من بعض المنغصات والتدخلات وألاعيب للتأثير علي الناخبين وتوجيهها إلي مسار بعيدا عن الشفافية، ومع ذلك فإن انتخابات الأندية كما قلنا من قبل ومازالت هي الأفضل والأقرب إلي المناخ الديمقراطي لأن السياسة لا تتدخل فيها كثيراً. وقد تكون الصورة مقبولة بهذا الشكل، لكن الذي ليس مقبولا في انتخابات الأندية هو ذلك الاختراع القديم الحديث، والمعروف بقوائم المرشحين، وهذا الإجراء هو بمثابة الإجراء الذي يلغي إرادة المرشحين في الاختيار بحرية كاملة، ودون أن يفرض عليهم أحد الالتزام بمجموعة أو تشكيل كامل للمجلس المحتمل تحت مبررات وادعاءات واهية بتحقيق الانسجام والسير وراء رأي وفكر واحد مثل القطيع وبمبدأ السمع والطاعة. والمؤكد أن الفكر والرأي الواحد يتعارض مع الطبيعة البشرية التي خلقها الله للتفكر والتدبر، وجعل أمرهم شوري بهدف التشاور والتناقش للوصول إلي قرارات وترتيبات تحقق الحد الأدني من رغبات ومطالب الجميع. والمؤكد أيضا أن الله خلق كل الناس مختلفين في الأفكار والآراء وميز البشر بالعقل عن سائر المخلوقات، ولم يجعلهم نسخة واحدة، ومن هنا جعل كل أمورهم الحياتية قابلة للتشاور والنقاش، وإلي اللقاء.