في أي إنتخابات تجري يعرف المرشح مسبقا أنه لن يحصل علي كل الأصوات، فكما هناك مؤيدين له، يوجد من يختلفوا معه ولا يؤمنوا بفكره، ولهذا تكون صناديق الإقتراع هي الفيصل بين المرشحين. قد يحصل المرشح علي أكبر نسبة من الأصوات وربما يتعادل مع غيره من المرشحين ، فتكون هناك جولة ثانية.. وقد يفشل! وفي أي حالة من الفوز أو الفشل يكون لزاما علي المرشح تقبل نتيجة صناديق الإقتراع طالما لم يشوبها أية جريمة تزوير وسادتها الشفافية الكاملة، كما يكون لزاما عليه إحترام آراء من أختلفوا معه قبل من أتفقوا وأن يتجرد من أي مصلحة خاصة ويعمل فورا - فاز أم لم يفز - لما فيه الصالح العام. تلك هي الديمقراطية التي يعرفها العالم ويبدوا أننا في مصر لم نصل إليها بعد، فأغلب المرشحين للرئاسة يري كل واحد فيهم نفسه مرشحا لدولة خاصة به، دولة تضم أنصاره فقط وتخلوا من المختلفين معه في الرأي ويرفض كل مرشح تقبل فوز غيره من المرشحين ويتعامل من منطلق أنا ومن بعدي الطوفان. ما يحدث في الإنتخابات الرئاسية الآن يفرض علينا واقعا مخيفا، فأما أن نصل لمرحلة تفتيت الدولة وفقا لكل مرشح وأنصاره وما يتبع ذلك من الدخول في حرب أهلية، وإما أن يجلس علي مقعد الرئاسة رئيس بالعافية يريده مليون أو مليونيا ناخب ويرفضه 80 مليون! نريده رئيسا لكل المصريين .