في ذات اللحظة التي كانت فيها قواتنا الجوية تدك أوكار الارهابيين في صحراء الواحات بالقرب من الفيوم، وتنزل بهم القصاص العادل والعاجل لشهدائنا الأبرار في جريمة الكيلو 135، كانت قواتنا الخاصة تقوم بتحرير واستعادة النقيب محمد الحايس، من بين أيدي القتلة وجماعة الارهاب، في عملية ناجحة ترقي الي مستوي الإعجاز البطولي المذهل وغير المألوف. وثأر مصر لشهدائها وقصاصها العادل من القتلة الإرهابيين الذي جري أول أمس، في ملحمة بطولية فائقة الشجاعة والكفاءة والدقة، جاء مكملا للضربة الموجعة لفلول وشراذم الجماعة الارهابية يوم الجمعة الماضي علي طريق الواحات أسيوط، التي تم القضاء خلالها علي ثلاثة عشر مجرما من الارهابيين القتلة. وعمليات القصاص وملاحم البطولة التي قامت وتقوم بها قواتنا المسلحة، وقوات إنفاذ القانون من رجال الشرطة البواسل، تحمل في طياتها العديد من الرسائل الهامة للداخل والخارج، يجب أن نضعها موضع الاعتبار. في المقدمة من هذه الرسائل حقيقة اننا نخوض بالفعل حربا شرسة، تشنها علينا جماعة الارهاب وقوي الشر الاقليمية والدولية، لنشر الفوضي والدمار بالبلاد، وإشاعة اليأس والاحباط بين المواطنين، والتشكيك في المؤسسات والأعمدة الرئيسية بالدولة، وقدرتها علي حماية الوطن والمواطن. وثاني الرسائل هي أن هذه الحرب التي تخوضها ليست قصرة الأمد، بل هي ممتدة وتشمل العديد من المعارك، وانها لن تتوقف قبل ان نتمكن بعون الله وصلابة الشعب ووقوفه علي قلب رجل واحد سندا ودعما لقواته المسلحة وشرطته الباسلة في هذه الحرب، وصولا الي هزيمة الارهاب واستئصال جذوره من أرضنا الطاهرة. والرسالة الثالثة تؤكد للجميع في الداخل والخارج، ان مصر لا تقبل علي الاطلاق المساس بأبنائها أو الاعتداء عليهم بأي صورة من الصور، وانها لن تترك ثأرها أبدا وأنها متأهبة للرد بأقصي قوة علي كل من تسول له نفسه الاعتداء عليها وعلي أبنائها، وأنها ستقتص من كل المجرمين والارهابيين وستقطع دابرهم باذن الله، وان علي قوي الشر وجماعة الإفك والضلال والارهاب إدراك أن عقاب مصر الرادع سينالهم ويصيب منهم مقتلا ولن يستطيعوا الهرب أو الفكاك منه علي الاطلاق.