عنوان مبتكر لكتاب لم يتضمن جديداً. هذا بالضبط السبب الذي جعلني أشتري كتابا يحمل عنوان : »هل ماتوا هباء؟«. الكتاب صدر في بداية العام الحالي، وتحت العنوان المبتكر ظهرت صور لبعض الشخصيات السياسية التي تم اغتيالها خلال النصف الأخير من القرن العشرين. الصور المختارة كانت لكل من: الرئيس الأمريكي: »جون كيندي«، والمدافع الأمريكي الأعظم عن حقوق السود:»مارتن لوثر كنج«، ورئيسة وزراء الهند الشهيرة: »أنديرا غاندي«، ورئيسة وزراء باكستان التي لا تنسي:»بنازير بوتو« ورئيس الحكومة الإسرائيلية: »إسحق رابين«. مؤلفا الكتاب هما: ( Jean Lacouture) ، و( Jean-Claude Guillebaud). ولكل واحد منهما تاريخه الطويل المتميز في الصحافة، والكتابة، والنشر. الأول Jean Lacouture كان صحفياً في أهم الصحف الفرنسية خاصة: »لو موند«، ومجلة:»نوفيل أوبزرفاتير«، وأول كتاب سياسي أصدره كان بعنوان: »مصر تتحرك« صدر في عام 1956، سلط فيه الأضواء الكاشفة علي أهم آمال وآلام مصر، والتحديات التي تواجه زعيمها آنذاك:الرئيس الراحل »جمال عبدالناصر«. وفي عام 1971 أصدر »لاكوتور« كتاباً عنوانه:»ناصر« تضمن انطباعاته عن الرئيس المصري الذي توطدت علاقته معه، بعد أن وثق عبدالناصر في مصداقية الصحفي الفرنسي وتنبيهه لحقوق المصريين وقضاياهم وانتشار مباديء الثورة التي قاموا بها. وفي عام 2005 أصدر كتاباً ثالثاً عن صديقه الحاضر الغائب بعنوان:»جمال عبدالناصر«. إجمالي الكتب التي أصدرها هذا الكاتب، المفكر، المبدع، بلغ70 كتاباً غطي بها، وفيها، أهم الأحداث السياسية العالمية التي عاشها واقترب منها وكان لديه الكثير مما يكتبه عن كل حدث منها. خصص »جان لاكوتور« عشرات من كتبه لعشرات الشخصيات السياسية، والأدبية، والفنية، والعلمية، والعامة، التي عرفها أو سمع عنها ودرس تاريخها. فمثلاً.. لديه كتب تحت أسماء: »جون كيندي«، و»ميتران«، و»ديجول« و»جريتا جاربو« و»مونتيسكيو« و»موليير«، وكتب أخري عن »الثورة الجزائرية«، و »المغرب«، و»دول العالم الثالث«، و»حرب فيتنام«، و»هو شي منه«، و»فرانسوا مورياك«، و»بيير منديس فرانس«.. و.. وغيرهم كثر. والثاني Jean-Claude Guillebaud أصدر31 كتاباً، أولها صدر عام1974 بعنوان: »الأيام الفظيعة لإسرائيل«. كاتبان، مبدعان كما عرفهما كل من قرأ لهما، أو لأحدهما اتفقا علي أن يشتركا في إصدار كتاب يسترجعان فيه ذاكرتيهما من أحداث وتفسيرات وتحليلات لأشهر الشخصيات السياسية والعامة التي راح أصحابها ضحية الإرهاب، والجهل، والتعصب، والجنون.. وغيرها من الأمراض البشرية المستعصية. اتفق المؤلفان علي اختيار 16شخصية عالمية لقيت حتفها خلال النصف الثاني من القرن العشرين للكتابة عن كل واحد منهم: تاريخاً، وعملاً، وإنجازاً، وأخطاء، ثم مصيراً دامياً، مؤسفاً. الشخصيات المعنية هي: جون كيندي، و مارتن لوثر كنج، وروبرت ف. كيندي، و ألدو مورو، و لويس مونتباتن، و أنور السادات، و بشير الجميل، وأنديرا غاندي، وألوف بالم، و توماس سانكارا، وألكسندر مين، و محمد بوضياف، واسحق رابين، و رفيق الحريري، وآنا بوليتكوفسكايا، وآخرهم: بنازير بوتو. أحداث الكتاب قد يتذكرها كثيرون، لكن عنوان الكتاب هو المبتكر، وهو المثير كما قلت ويحمل تساؤلا صادماً: »هل مات هؤلاء هباء؟«. .. وللحديث بقية. إبراهيم سعده [email protected]