بالرغم من كل الأحداث الجسام التي طرأت علي مصر والمنطقة والعالم منذ عام 1973 وحتي الآن، ستظل ملحمة أكتوبر رمزا للكرامة الوطنية المصرية والعربية في ذات الوقت، ومثالا حيا علي إصرار المصريين علي التمسك بكل شبر من أرضهم المقدسة، واستعدادهم الدائم لتقديم أرواحهم فداء لكل حبة رمل من هذه الأرض. كما ستظل ملحمة أكتوبر دليلا واضحا علي شجاعة وحكمة قادة وجنود مصر البواسل، الذين اتخذوا قرار العبور وخاضوا غمار حرب التحرير وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة الصعوبة والشدة، واستطاعوا انتزاع النصر واسترداد الكرامة وتحرير الأرض وسط ذهول العالم كله. وفي الصدارة من هؤلاء القادة العظام، الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قائد النصر وبطل الحرب وصانع السلام،..، الذي اتخذ قرار الحرب المقدسة تلبية لمطالب الشعب ونداء الأمة، رغم كل الظروف المعقدة التي كانت سائدة آنذاك، وقام ومعه قادة جيش مصر العظام بالتخطيط للحرب بكل الخبرة، وأداروا معاركها بكل الكفاءة والجسارة تحقيقا للنصر وسعيا للسلام. وبملحمة أكتوبر الخالدة سيظل للرئيس السادات مكانا بارزا ومكانة متميزة في تاريخ مصر لا يزاحمه فيه أحد، باعتباره قائدا للعبور وصانعا للنصر، الذي أصبح وبحق حدثا فريدا في التاريخ العسكري، بما أحدثه من متغيرات هائلة في المنطقة والعالم. وأحسب أن الموضوعية والأمانة التاريخية، تدعوان كل راصد منصف لأحداث هذه الحقبة الدقيقة من تاريخ مصر والمنطقة، الإقرار والتأكيد علي شجاعة وجسارة الرئيس السادات في اتخاذه لقرار الحرب وخوضه لمعركة الكرامة والشرف، وإصراره علي غسل عار الهزيمة، في ظل الظروف التي رآها البعض بالغة الصعوبة بينما رآها البعض الآخر مستحيلة. رحم الله السادات ابن مصر البار صاحب قرار العبور ومحقق النصر وصانع السلام،..، ورحم الله قادة مصر العظام وضباط وجنود جيشها الباسل، الذين قدموا أرواحهم ودمهم وعرقهم فداء للوطن وثمنا لتحرير الأرض واسترداد الكرامة.