لسنوات طويلة ماضية أصبح السادس من أكتوبر يوما للعبور والنصر وقهر الهزيمة،..، ولسنوات قادمة سيظل هذا اليوم خالدا في وجدان وقلوب كل المصريين، ودليلا حيا علي شجاعة وحكمة رجال مصر الابطال القادة والضباط والجنود البواسل في جيشها العظيم، الذين اتخذوا قرار حرب التحرير المقدسة وسط ظروف أقليمية ودولية بالغة الصعوبة والتعقيد، وخططوا للنصر بكل الجسارة والخبرة والعلم وأداروا معاركها بكل الشجاعة والاعجاز. ومن حق مصر وشعبها الاحتفال والزهو في كل عام بنصر أكتوبر المجيد، لما له من دلالة كبيرة وما يحمله في طياته من قيم ومعان وطنية وقومية تستحق التقدير والاحترام، وتستحق البقاء مضيئة في ذاكرة الأمة علي مر السنين. هذه القيم تستحق في ذات الوقت منا جميعا السعي الجاد والمخلص لترسيخها في قلوب وعقول كل ابنائنا من الاجيال الشابة التي لم تعاصر ملحمة العبور، والتي لم تكن شاهدة علي ما أكدته هذه اللحظات من قدرة الشعب المصري وابنائه الابطال في قواتنا المسلحة، علي تحدي الصعاب وتغيير الواقع وصناعة النصر. وما يجب أن نقوله لابنائنا ونرسخه في وجدانهم أنه في مثل هذا اليوم منذ اثنين وأربعين عاما، كان السادس من أكتوبر يوما للنصر وتاريخا للعزة والكرامة، وسيظل نبراسا للحق ونجما لامعا في سماء المنطقة وتاريخ مصر، مهما اشتدت الظلمة أو انتشر الضباب في عالمنا العربي والمنطقة من حولنا، ومهما فترت همة البعض وانتابه الضعف نتيجة سوء الفهم أو قصر النظر وضعف البصيرة. ويجب أن نؤكد للابناء والشباب ما اثبتته حرب أكتوبر المجيدة، من أن هناك دائما فجرا قادما في الطريق تلوح تباشيره في الأفق رغم كل الظروف الصعبة ،..، ولكن هذا الفجر لا يأتي وحده ولا يظهر من فراغ، بل يحتاج إلي عمل وكفاح وأعداد وتجهيز وجهد وإ خلاص، حتي يتحقق ويتجسد علي أرض الواقع ويصبح حقيقة،..، وذلك لا يحدث دون التوحد علي الهدف والإخلاص له والعمل الجاد للوصول إليه.