"يا رايحين الغورية هاتوا لحبيبي هدية "و"،يا مين يجيبلي حبيبي والفؤاد يرتاح يالالالي".. طيب الذكر والصوت محمد قنديل يناشد الذاهبين الي الغورية أن يشتروا هدية لحبيبه دون أن يدفع مليما واحدا ، والرائع محمد منير يستنجد باي ذاهب الي حلب أن يجيب له حبيبه الي بلاد النوبة دون أن يضع في اعتباره مشقة الرحلة ، واذا كان هذا مقبولا في الحب، فلا اتصور ان "تعشش "هذه الاغاني في الضمير المصري وأن نطبقها عمليا في نواح لا علاقة لها بالعواطف ولا المشاعر، فقد شاهدنا طوال الاسابيع الماضية جيوشا من الموظفين والعاملين والطلبة والاساتذة، التي تطالب بحق لايمكن الاستجابة له لأنه يأتي علي حساب المجتمع فلا افهم مثلا أن يقوم الأطباء باضراب لإصلاح أحوالهم المالية، في ظل اقتصاد مريض، فمهما كانت احوال أي طبيب لن تكون اشد بؤسا من حال الملايين من المرضي الذين يعالجونهم ، ولا استوعب ان يثور أهالي شهداء إمبابة، احتجاجا علي قرار إخلاء سبيل الضباط المتهمين باطلاق الرصاص علي المتظاهرين علي ذمة التحقيق، فيحطموا قاعة المحكمة ، دون اعطاء أي فرصة للعدالة ،اما الأكثر غرابة فهو تظاهر أهالي مساجين المخدرات مرددين "النظام السابق مات ليه تحاسبوهم علي اللي فات" متناسين ان الدولة مازالت باقية والقانون أيضا ! فهل سنظل غارقين في كسلنا وتواكلنا منتظرين من يأتي الينا بالحبيب وبالهدية والفلوس والمخدرات ويدفع المجتمع الحساب ؟!