في السنة السابعة من الهجرة النبوية، أرسل النبي محمد صلّي الله عليه وسلم كتبه إلي الملوك والأمراء مثل كسري وقيصر والمقوقس نائب الرومان في مصر يدعوهم للإسلام. كان تعامل المقوقس مختلفا عن الآخرين، إذ أكرم رسول النبي وزوده بالهدايا، ومر هذا الشخص بسيناء، وطلب منه رهبانها عهداً من النبي لحمايتهم عبر العصور، فأرسل لهم ما يعرف ب »العهدة النبوية». وبينما يحاول أعداء مصر في الوقت الراهن، التأثير علي وحدة المصريين مسلمين ومسيحيين، لم يجد الأنبا ديمتري دميانوس، مطران دير سانت كاترين، أفضل من نسخة العهدة النبوية ليهديها إلي وزير الآثار د.خالد العناني، الذي استقبل الأنبا أمس في مكتبه بمقر وزارة الآثار، مهنئا بافتتاح ثلاثة مبانٍ أثرية بشارع المعز لدين الله الفاطمي، بعد ترميمها، ورد الوزير علي هدية الأنبا بإهدائه نموذجا من علامة العنخ، أو ما يعرف ب »مفتاح الحياة». ويقول الباحث د. عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري، أن العهدة النبوية، هي عهد أمان للنصاري من النبي محمد صلي الله عليه وسلم، يؤمنهم فيه علي أرواحهم وأموالهم، وهي أفضل رسالة يمكن الرد بها علي دعاة الفتنة والإرهاب. ويوضح الباحث، أن هناك صورة منها بمكتبة دير»سانت كاترين» بعد أن أخذ السلطان »سليم الأول» النسخة الأصلية، عند فتحه لمصر 1517م وحملها إلي الأستانة، وترك لرهبان الدير صورة مُعتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية. وعن مضمونها يقول الباحث إنه جاء فيها: » منع التدخل في أمور الكنيسة، أو تغيير رجالها ومنع التعدي علي المقدسات المسيحية، وعلي الرهبان المُنقطعين للعبادة، وحفظ الكنائس وعدم استخدام أي مواد منها في بناء المساجد ومنع فرض جزية أو غرامة علي الرهبان والأساقفة وحماية المسيحيين في أي مكان في المشرق والمغرب وفي البر والبحر ومجادلة أهل الكتاب بالحسني والرحمة وكف الأذي عنهم في أي مكان ومعاونتهم في ترميم كنائسهم، ومن يخالف ذلك وجبت عليه اللعنة».